أظهرت دراسة نشرتها مجلة «ذي لانسيت» الطبية، بمناسبة المؤتمر الدولي حول السيدا، المنعقد في ملبورن، أن تعميم استخدام مضادات الفيروسات سمح بإنقاذ ملايين الأرواح البشرية في العالم.وأجرت مجموعة من الباحثين بقيادة المعهد الأميركي «اي اتش ام أي»، التابع لجامعة واشنطن، «الدراسة الأشمل» حتى الآن حول »أهداف الألفية للتنمية« في مجال محاربة مرض السيدا والملاريا والسل، على ما أوضحت المجلة الطبية البريطانية. وكان الهدف السادس من الأهداف التي أقرتها الأممالمتحدة في العام ألفين، يتناول بالتحديد هذه الأمراض الثلاثة، مع السعي إلى وقف انتشارها أو تخفيض عدد الإصابات بها لا سيما في الدول الفقيرة بحلول عام 2015. وحلل الباحثون البيانات حول هذه الأمراض الثلاثة في 188 بلداً في الفترة الممتدة بين عامي 1990 و2013. وقد مولت البحث مؤسسة بيل وميليندا غيتس. وشدد المعد الرئيس للدراسة الطبيب كريستوفر موراي من جامعة واشنطن في بيان للمجلة أن «ثمة ارتفاعاً كبيراً في التمويل، وفي الاهتمام العام بالسيدا والملاريا والسل منذ 13 عاماً». وأكد أن «بحثنا يظهر أن الاهتمام بهذه الأمراض كان له تأثير فعلي. لكن يبقى أمامنا الكثير إذ لا تزال هذه الأمراض الثلاثة مشكلة رئيسة». وبشأن السيدا، لا توفر مضادات الفيروسات التي تسمح بمحاربة فيروس السيدا حتى يصبح لا يرصد في الدم، شفاء تاما لكنها تسمح بإطالة عمر المرضى لفترة طويلة جداً. أما لدى النساء الحوامل فهي تسمح بتجنب انتقال عدوى الفيروس من الأم إلى الطفل. وأظهرت الدراسة أن استخدام هذه المضادات منذ عام 1996 سمح بكسب ما مجموعه 19,1 مليون سنة حياة، في غالبيتها، (70,3 %)، في الدول النامية. وهذا البحث يوفر أيضاً أرقاماً حول وضع وباء السيدا في العالم، وهي أقل بقليل عن تلك التي نشرها الأسبوع الماضي برنامج الأممالمتحدة لمكافحة السيدا. ففي عام 2013 قدر عدد الأشخاص الذي توفوا بالسيدا بنحو 1,3 مليون شخص. فيما وصل عدد الإصابات الجديدة الى 1,8 مليون، و عدد حاملي »اتش آي في« المسبب للايدز إلى 29,2 مليون. وفي ذروة الانتشار في عام 2005 كان وباء السيدا يحصد 1,7 مليون ضحية. ومنذ عام 1997 تراجعت وتيرة الإصابات الجديدة بنسبة 2,7 % سنوياً. واعتبرت الدراسة أن السيدا في أميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية أقل انتشاراً مما كان مقدراً في السابق. في المقابل الوضع أسوأ مما كان متوقعاً في الفلبين. ويضم المؤتمر الذي تنظمه الجمعية الدولية حول السيدا أكثر من 12 ألف عالم وخبير وناشط، حتى 25 يوليو في ملبورن.