اعتبر القيادي في حزب العدالة والتنمية، نبيل شيخي، أنه بعد مرور حوالي خمسة أشهر من انطلاق مسلسل تشكيل الحكومة، لا تزال الصورة محاطة بكثير من الضبابية، وانعدام الوضوح ومواصلة تمسك بعض الجهات بأسباب وذرائع واهية. وأوضح شيخي، في مقال رأي سينشره "اليوم24" لاحقاً، أن هذه "الأسباب والذرائع"، التي تتمسك بها بعض الجهات، "ظاهرها التمسك ببناء تحالف قوي، ومتماسك، وجوهرها، وواقعها معاقبة الناخبين، والالتفاف على إرادتهم، والرغبة في تحقيق ما لم يتم عن طريق صناديق الاقتراع بواسطة التحالفات". وشدد رئيس فريق العدالة والتنمية في مجلس المستشارين على أن "التمادي في هذا المسار والإصرار عليه لن يعني في نهاية المطاف سوى كابوس، يتم من خلاله إنهاء حلم جديد للمغاربة، وثقوا فيه من خلال خطاب الملك في 9 مارس 2011، ومن خلال تصويتهم على دستور 2011، وإثر تجربة حكومية ناجحة، ورائدة عبرت شرائح واسعة عن ثقتها في حصيلتها"، يقول المتحدث. لكن شيخي، عضو الأمانة العامة للبيجيدي، استدرك بالقول، إنه على الرغم من هذه "المناورات والتجاوزات، التي ترتكب في حق هذا الوطن، ورغم كل الحماقات، والمغامرات، التي يتبناها بعض في مشهدنا السياسي، وعلى الرغم من محاولات بعض، الرامية إلى الالتفاف على إرادة الشعب، ومعاقبته على اختياراته، والتشكيك في وطنية جزء من أبنائه البررة، فإنني لا زلت أفترض أن لدى نظامنا السياسي من الرشد، ومن التجربة، والحكمة، التي راكمها على مدى قرون، ولديه من الخلاصات، والعبر، التي استفادها من تجربة مغرب ما بعد الاستقلال، ما يجعله في اللحظات الحاسمة يقدر الصواب، ويستحضر صوت ونداء الحكمة، والتعقل بما يستوعب كل أبناء الوطن، وبما يحافظ على مسار الإصلاح، واستقرار، واستمرارية المؤسسات، ويجنبه الأخطاء القاتلة، ويحفظ سفينته من كل خرق، ويصون نموذجه، ويدفع عنه كل لمز بدأنا نلمس تزايده مع الأسف يوما بعد يوم، ويراعي وعي وحلم أبنائه، ويتداركهم من كل إحباط".