بينما يلتزم حزب العدالة والتنمية، الصمت إزاء حملة الإعفاءات من الوظيفية العمومية، للعشرات من المنتمين لجماعة العدل والإحسان، وتجاوزات أخرى عرفها البلد في الآونة الأخيرة، مثل تصنيف وزارة الداخلية لمجموعة من الحركات الإسلامية في خانة الجماعات المتطرفة، انبرى رئيس الفريق البرلماني للبيجيدي بمجلس المستشارين، نبيل شيخي، معلقا على هذه التطورات بمقال مطول نشره على صفحة حسابه على الفايسبوك، تحت عنوان "حفاظا على آمال الوطن". واعتبر نبيل شيخي، في المقال الذي نشره يوم أمس "إعفاء عددا من الموظفين من ذوي انتماء سياسي معين دون أسباب مبررة، من الممارسات البالية التي تعبث بصورة البلد، وتمس بمساره الديمقراطي والحقوقي". وأبرز بأن "قوة البلد تكمن بالثقة في أبناءه وتجنب مظاهر التشكيك فيهم، أوالتعريض بهيئات وطنية راكمت سجلا حافلا بالإنجاز والعطاء، ومشهود لها باعتدالها ووسطيتها". وربط شيخي بين التطورات الأخيرة، مثل تصنيف مذكرة لوزارة الداخلية ترمي لتحيين قاعدة معطياتها الخاصة بالمنتمين للجماعات الدينية، التوحيد والإصلاح والعدل والإحسان إلى جانب الحركات المتطرفة، وبين التجاوزات التي وقعت قبل وخلال انتخابات 7 أكتوبر". ونبه رئيس فريق حزب العدالة والتنمية بالغرفة الثانية للبرلمان، إلى أن من يقفون وراء هذه الممارسات البالية والأساليب الرديئة"، على حد وصفه "يهيئون إنتاج نفس الأسباب التي كانت وقودا للربيع العربي والحراك الشعبي في البلد قبل ست سنوات". وانتقد المستشار البرلماني، "بعض النزوعات التي أضحت تعتقد واهمة أن مساحات الحقوق والحريات التي اتسعت بعض الشيء منذ 2011، يمكن الالتفاف عليها وتقليصها من جديد مستأنسة في تقديرها هذا بالتراجع والاضطراب الذي تشهده بعض دول الربيع العربي". وأضاف "أن الفضل في صورة المغرب التي تحضى بالثناء والتقدير في الخارج، يرجع إلى ما حققه البلد من خطوات على سبيل البناء الديمقراطي، وما كرسته من منجزات في سجل المسار الحقوقي بدء بتجربة الإنصاف والمصالحة، وصولا إلى ترسيخه الدستوري بمناسبة دستور 2011". وزاد مؤكدا "أن الدولة القوية هي التي تدرك أن قوتها تكمن أولا وقبل كل شئ، في احترام القانون وتكريس الحريات العامة، وتحقيق مقتضيات التوازن الطبيعي في المشهد السياسي". واعتبر أن التوازن "لن يتحقق ذلك إلا من خلال احترام وتقوية دور الأحزاب السياسية، و ليس العكس عبر التوجيه والتحكم". وحذر شيخي في ختام مقاله، من "إعادة إنتاج أجواء التوتر، لكونها أثبتت عدم جدوائيتها، في التجارب التي عاشها البلد منذ الاستقلال، وخلال الأحداث التي عاشتها المنطقة في السنوات الأخيرة". ودعا "إلى تجنيب الأجيال القادمة إعادة تجارب مؤلمة عاشها البلد وكافح الجميع من أجل تجاوزها"، معتبرا أن المغرب يتوفر اليوم على فرص حقيقية لكي نجعلها مجرد ذكريات نطرد ظلالها إلى غير رجعة، ونحافظ على آمال الوطن في الإصلاح وغد أفضل".