تتنافس عدد من الدول في العالم لجلب المزيد من الزوار لإنعاش القطاع السياحي الذي يدر مداخيل كبيرة ويخلق حركية اقتصادية، وفي سبيل ذلك تضع مخططات لجلب أكبر عدد من السياح، غير أن أصواتاً بإيطاليا بدأت تطالب بالعكس و بتقنين أعداد الوافدين على البلد. وتعالت أصوات كثيرة داعية إلى ضبط أعداد السياح الوافدين على مجموعة من المدن بسبب الاكتضاض الذي تشهده خاصة مدينة البندقية VENEZIA، التي تعرف زحاماً كبيراً في بعض الفترات من السنة جرّاء الأعداد الضخمة من الزوار. وتسبب الاكتضاض والفوضى في بروز مجموعة من الظواهر "السلبية"، التي بدأت تضايق الإيطاليين المقيمين فيالمدينة العائمة، وتجسدها مجموعة من السلوكات التي يقوم بها بعض السياح كالسباحة في القنوات، والنوم في الشارع، إضافة إلى تناول المأكولات في الشارع العام وفوق الجسور والأماكن العامة، كذلك التبول في الساحات. وتُظهر بعض الملصقات وضعها أشخاص في أزقة المدينة، عبارات غير مرحبة بالسياح. أحد ملاكي المقاهي بالقرب من ساحة "سان ماركو" الشهيرة، والذين استطلع موقع "اليوم 24″، آراءهم لم يخفِ الأهمية التي يشكلها القطاع السياحي في اقتصاد المدينة لكنه في الآن ذاته عبر عن امتعاضه من الازدحام الذي تشهده خلال العطل إذ "تختنق ويصبح الوصول إلى مقر سكناي بعد انتهاء فترة العمل في المساء قطعةً من الجحيم..".بحسب المتحدث. ومن بين الاقتراحات المتداولة للحد من تدفق السياح بشكل كبير، دفع مقابل مادي لزيارة المدينة، كذلك خلق نظام للحجز عن طريق الإنترنيت قبل ولوجها وبالتالي التحكم في الداخلين إليها، لكن صعوبات كبيرة ستعتري مثل هذا القرار، وتخشى وزارة السياحة الإيطالية من تراجع السياحة في البلد في حالة تطبيق مثل هذه الإجراءات. وكان آخر المنادين بضبط أعداد الزوار الوافدين على مدينة البندقية لوكا زايا، رئيس جهة الفينيتو التي تقع المدينة في ترابها، والذي قال في تصريحات صحفية: "أنا أرى أن الرقم المُغلق هو الحل، مدينة البندقية لا تحتمل عدداً هائلا من الزوار يومياً، يجب أن ننظم بدقة أعداد الداخلين للمدينة وجعلهم يمرون من نقطتين وحيدتين مخصصتان لهذا الغرض.."، و بالمقابل شدد زايا، على أنه ضد فرض تعريفة لزيارة المدينة لأن ذلك يجب أن يبقة مفتوحاً في وجه الجميع. وويزور مدينة البندقية بشكل سنوي أزيد من 25 مليون سائح (إحصائيات رسمية لسنة 2015)،و وبحسب تقديرات معهد الإحصاء فإن عدد السياح الذين زاروا إيطاليا برسم سنة 2016 فاق 55 مليون سائح.