حذر تقرير، صدر حديثاً عن المعهد الملكي الإسباني للدارسات الدولية والاستراتيجية من عودة مدينتي سبتةالمحتلة، وبرشلونة لتشكلان مركز "تعبئة جديدة" لاستقطاب وتجنيد المقاتلين الأجانب المغاربة، والإسبان، في أفق إرسالهم إلى مناطق النزاع في العراقوسوريا وليبيا. وأضاف التقرير ذاته، أن "داعش" يركز بشكل خاص على تجنيد المراهقين وشباب الجيل الثاني من المغاربة المولودين والمقيمين في سبتة، مبيناً أن عملية التجنيد هذه المرة تتم عبر الإنترنيت (Online)، والأماكن العمومية (Offline)، غير أن التعبئة "الداعشية" لاختراق المغاربة ازدادت بطريقة (Offline). وأشار التقرير نفسه، بالضبط، إلى استعمال "المنازل الخاصة، وأماكن العبادة، والمراكز الإسلامية، والمجال العام، والمؤسسات السجنية" في ما يسمى بالتطرف غير المتصل بالإنترنيت (Offline) من قبل "داعش"، اعتمادا على علاقات الصداقة، والقرابة العائلية، والجوار، التي تجمع بين المجنِدِين والمجنَدين المحتملين. وجاء في التقرير، أيضاً، أن أغلب الذين يتم تجنيدهم "شبان متزوجون، ولديهم أطفال"، كما أن مستواهم الدراسي لم يتجاوز الإعدادي، علماً أن أغلبهم يعانون البطالة المتفشية في سبتة. كما أن هناك معطى جديداً آخر، هو أن هؤلاء الشباب المغاربة ليست لديهم سوابق عدلية، ولا معرفة سطحية بخصوص الشريعة الإسلامية. في السياق نفسه، يبين التقرير، أن أغلبية المغاربة الموقوفين في إسبانيا، ما بين 2013 و2016، بتهمة الانتماء إلى التنظيم الإرهابي "داعش"، يتحركون في إطار مجموعة، وليس بشكل منفرد، إذ إن منهم من ينشطون من داخل "خلايا جهادية"، أو بعض المجموعات الصغيرة، التي لا تصل إلى مستوى اعتبارها خلية.
وأضاف أن ما بين 6 و7 من المغاربة، والإسبان الذين اعتقلوا في الفترة المذكورة، كانوا سافروا إلى سورياوالعراق، أو أنهم حاولوا أو كانت لديهم نية السفر إلى هناك للقتال في صفوف "داعش". وكان تقرير آخر، صدر عام 2016 عن المعهد نفسه، أوضح أن 41.1 في المئة من "الجهاديين" المعتقلين في إسبانيا هم مغاربة، فيما ال45 في المئة الآخرين هم إسبان، غير أن التقرير يشير إلى أن 39.1 في المئة من "الجهاديين" الإسبان، ينحدرون أيضاً من أصول مغربية. وتضمن التقرير أن 45.6 في المئة من "الجهاديين" الموقوفين في إسبانيا ولدوا في الشمال المغربي، بالضبط في مدن طنجة، تطوان، والحسيمة، في حين أن ال39.1 في المئة الآخرين ولدوا في إسبانيا، وأغلبهم في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية. الباحثان، فيرناندو ريناريس وكارولا غارسيا كالفو، اللذان أنجزا التقرير، حذرا من تحول سبتة، ومليلية المحتلتين إلى "قاعدة خلفية" لداعش، إذ إن 71 في المئة من الموقوفين "الدواعش" ينحدرون من المدينتين (48.9 في المئة بالنسبة لبسبتة، و22.1 في المئة فينا يخص مليلية).