مبعوث "اليوم 24" إلى أديس أبابا: يونس مسكين أصبح للحضور الصيني القوي في قطاع البناء بأديس أبابا منذ 2012، رمز وشاهد استثنائي، هو مقر الاتحاد الإفريقي نفسه. هذه البناية الشاهقة والفاخرة، المكونة من برج يعتبر الأعلى في المدينة (113 متراً و30 طابقاً)، ومركزاً للندوات غاية في الأناقة والتجهيز؛ هو في الحقيقة "هدية" صينية إلى إفريقيا. المبنى الذي تم تدشينه رسمياً في يناير 2012، شيّد من طرف شركات صينية وعلى نفقة الصين، بكلفة تناهز 200مليون دولار. فيما قدّمت إثيوبيا الأرض التي أقيم عليها المقر، هبة إلى الاتحاد الإفريقي، حيث كانت البقعة الممتدة على 110 آلاف متر مربع في السابق مطاراً للمدينة، تم نقله إلى خارجها. أبراج عملاقة تزرع في كل مكان، هي أول وأبرز ما يقابلك وأنت تتجول في شوارع العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. بنايات شاهقة بعشرات الأدوار وبمواصفات فاخرة، في المظهر الخارجي على الأقل، تنبت هنا كالفطر كلما سيّجت بقعة أرضية وزرعت فيها رافعة ضخمة وانتصبت حولها لافتات بحروف صينية. "الصينيون هم من يقومون بالبناء هنا، نحن نستفيد من فرص الشغل كعمال، لكنهم يتوفرون على المال والخبرة. أليست عندكم شركات بناء في المغرب؟" يقول سائق سيارة الأجرة السياحية الذي "تعاقد" معه "اليوم 24" ليرافقه في فترة وجودها بالمدينة. فيما تكشف شوارع وأزقة المدينة، عن تناقض صارخ بين هذه الأبراج المتطاولة، وبين واقع الإنسان، حيث تقدم المدينة نموذجاً لما يمكن أن تحدثه دولة شيوعية من رأسمالية متوحشة. مشاهد الفقر المدقع تحاصر هذه البنايات من كل النواحي، عمال بسطاء ومحترفو مهن بسيطة جداً يملؤون الشوارع، حيث تنتشر أنشطة تجارية غاية في الهشاشة، كأن يعرض جل الباعة منتوجات قد لا يتجاوز مجموع رأسمالها المائة أو مائتي درهم. فيما جلّ الطرق والشوارع مهترئة ومليئة بالحفر، مثلها في ذلك مثل جل العربات المستعملة في النقل. في مقابل ذلك، تتسم الأسعار بارتفاع مهول، لدرجة يفوق معها سعر رحلة بسيارة أجرة صغيرة، الخدمة نفسها في عاصمة أوربية مثل لندن.