وأفاد المجلس في تقريره السنوي، حول حركة تشييد الأبنية الشاهقة، أن الإمارات سريعة جدا على هذا الصعيد، فقد تمكنت خلال عام واحد (في 2011) من إنجاز 16 ناطحة سحاب 9 منها في أبوظبي، بمجموع كلي قدره 4243 مترا (4,2 كيلومترات). وجاءت أبوظبي في المرتبة الثانية عالميا بالتساوي مع مدينة بوستن الأمريكية وفقا لترتيب المدن الأكثر إنجازا للأبراج الشاهقة خلال 2012. ويصنف أي مبنى ارتفاعه 300 متر على أنه ناطحة سحاب، فيما كان التصنيف السابق يبنى على أساس 150 مترا، لكن تزايد أعداد الأبراج الشاهقة في كل أنحاء العالم دفع بالمختصين إلى مضاعفة الارتفاع. وجاء "برج أدنوك" في أبوظبي (المقر الرئيس لشركة أبوظبي الوطنية للبترول) بارتفاع 342 مترا في صدارة الأبراج المشيدة في الدولة خلال 2015، وتم بناء البرج المكون من 76 طابقا على شكل مستطيل، ويضم منافذ للتجزئة ومتحفا للتراث، بالإضافة إلى قاعة محاضرات في شكل منحوت فريد. ويقع "برج أدنوك" على مقربة من فندق قصر الإمارات، وكان خامس أعلى مبنى يتم إنشاؤه في العالم خلال العام 2015، كما يعد حاليا ضمن قائمة أطول 50 برجا في العالم، وثاني أعلى برج في أبوظبي بعد برج محمد بن راشد. وجاء في الترتيب الثاني إماراتيا، والسابع عشر عالميا، برج "دي 1" بارتفاع 284 مترا. ويتكون برج "دي 1" الذي يتخذ موقعا استراتيجيا وسط "قرية دبي للثقافة" من 80 طابقا، ويضم 518 وحدة سكنية، وأحواضا للسباحة وقاعات رياضية. وحققت دولة الإمارات قفزات هائلة على صعيد تشييد المباني الشاهقة، إذ كانت تضم 3 أبراج ارتفاعاتها لا تتجاوز 200 متر فقط قبل عشر سنوات ارتفعت اليوم إلى نحو 231 برجا لتتفوق على الولاياتالمتحدة والعديد من الدول المتقدمة في معدل إنجاز الأبراج الشاهقة. كما تتصدر دبي مدن العالم في عدد الأبراج التي يتجاوز ارتفاعها 200 متر متفوقة على مدن مثل نيويوركوهونغ كونغ وشنغهاي وطوكيو. وتحتضن دبي 64 برجا بارتفاع يتجاوز 200 متر، وحلت هونغ كونغ ثانية بعدد 63 برجا ثم نيويورك ب58 برجا وشنغهاي ب46 برجا، كما تحتضن دبي 18 برجا يتجاوز ارتفاعها 300 متر، تليها نيويورك ب7 أبراج، ثم هونغ كونغ وشيكاغو وغوانغزهو ب6 أبراج لكل منها. وجاء برج "الحكمة" في شارع الشيخ زايد بدبي بارتفاع 282 مترا، رابع أطول برج يتم إنجازه في الدولة، و19 في العالم خلال عام 2015، ويتكون البرج المكتبي من 64 طابقا. وتم إنشاء "الحكمة" باستخدام الخرسانة والصلب ستيل، ويحتل البرج الترتيب 140 في قائمة أطول الأبراج في العالم، فضلا عن المراكز 36 شرق أوسطيا و30 إماراتيا. وتحتضن دبي أعلى 3 ناطحات سحاب في العالم تتجاوز ارتفاعاتها 600 متر أعلاها برج خليفة بارتفاع 828 مترا. واللافت أن معظم ناطحات السحاب الشاهقة الجديدة تقع في آسيا والشرق الأوسط (دولة الإمارات العربية على وجه الخصوص)، وهو ما يعكس اتجاهات البناء التي ظهرت خلال العقد الماضي، وقد بقيت نيويورك مركزا نشطا لبناء الأبراج الشاهقة في الأمريكتين، إلا أنها لم تعد قادرة على منافسة دبي التي تواصل زيادة عدد ناطحات السحاب لديها، إذ أعلنت أخيرا، عزمها تشييد برج "دبي ون" بارتفاع أكثر من 700 متر، وأعلى برجين توأمين في العالم في خور دبي بارتفاع 600 متر. وبيَنت قائمة المجلس العالمي للمباني الشاهقة أن مواقع الأبراج 20 الأعلى في العالم خلال الأعوام 10 المقبلة ستكون 50 في المائة في الشرق الأوسط و35 في المائة في آسيا و10 في المائة في أمريكا و5 في المائة في أوروبا. أما استخدامات تلك الأبراج فهي 70 في المائة مبان متعددة الاستخدامات، و15 في المائة للمكاتب و10 في المائة للأغراض السكنية، و5 في المائة فندقية. واستغرق تشييد أعلى 50 ناطحة سحاب في العالم 80 عاما مابين 1930/ 2010، لكن بفضل التقنيات الحديثة وطموح المدن العالمية ورغبتها في الريادة جعل ال 50 ناطحة سحاب التالية تنجز خلال 5 أعوام مابين 2010 / 2015. ويرى خبراء في قطاع البناء والتشييد أن الإمارات ستحتفظ بعرش أعلى ناطحة سحاب في العالم حتى 2020، على أقل تقدير، ريثما تستكمل أعمال البناء في "برج جدة" في المملكة العربية السعودية الذي يتجاوز ارتفاعه 1000 متر، فيما تتضارب الأنباء حول برج "اذربيجان" الذي يتوقع إنجازه في 2019 بارتفاع 1050 مترا، ويقع في جزيرة صناعية في ساحل بحر قزوين، جنوب شرق العاصمة باكو. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن دبي قد تخرج بمفاجأة معمارية تفوق ناطحات السحاب التي يتجاوز ارتفاعها 1000 متر في أحد مشاريعها قيد الإنجاز، مشروعا خور دبي في الخيران أو في منطقة جميرا المطلة على مياه الخليج العربي. وتمكن قطاع البناء والتشييد من إيجاد حلول تقنية لمواجهة تحديات الجاذبية وإدارة آلاف العمال في موقع العمل.