كشف تحقيق لصحيفة "الباييس" الإسبانية، أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نقل معركة تطهير معارضيه إلى المغرب وإفريقيا. وأوضح أن رغبات أردوغان تحولت إلى أوامر في المغرب بعد إعلان وزارة الداخلية "إغلاق جميع المؤسسات التابعة لهذه المجموعة (مدارس فتح الله غولن) داخل أجل أقصاه شهرا واحدا". وأضاف التحقيق ذاته، أن ضغوطات أردوغان تمت الاستجابة لها، حاليا، في كل من المغرب وغامبيا، والصومال، وغينيا الاستوائية، والنيجر، والسودان، وإثيوبيا، والسنغال، كما أن السلطات تنتظر إغلاق مدارس أخرى في تانزانيا، والموزنبيق، ومدغشقر. وتابع المصدر ذاته، أن استجابة هذه البلدان لأوامر أردوغان، يهدد المسار الدراسي للآلاف من التلاميذ الأفارقة: 2500 تلميذ في المغرب، و3000 في السنغال، و8000 في السودان، و3000 في تنزانيا، و1000 في مدغشقر (…)، علاوة على تهديد مصادر رزق آلاف من أسر الموظفين العاملين في هذه المؤسسات في إفريقيا، علما أن عدد مواظفي المدارس ال9 ، التابعة للمعارض التركي المقيم في أمريكا، فتح الله غولن، في المغرب يصل إلى 800 موظف. وبخصوص المغرب، كشف التقرير أن التحضير لإغلاق مدارس غولن تم، في شهر غشت الماضي، عندما قام وفد برلماني تركي بزيارة المغرب من أجل "التحذير من حركة كولن (الحزمت)"، إذ استغل السفير التركي في المملكة هذه الزيارة "لطلب إغلاق مدارس الداعية كولن". وهو الأمر الذي استجابت له السلطات المغربية "بعد خمسة أشهر، مبلغة جل المدارس بإغلاق الأبواب في غضون شهر". واورد التقرير أن ترك التلاميذ في وسط الموسم الدراسي يواجهون مصيرهم "لم يخلف أي ردود فعل لدى الأحزاب السياسية بما في ذلك حزب العدالة والتنمية"، مبينا أن "وزارة الداخلية باتخاذها هذا الإجراء تستجيب فقط لتعليمات القصر الملكي". حسن ورداشي، أستاذ بمدرسة "Panoramique"، التابعة لغولن في الدارالبيضاء، أشار في التحقيق إلى أن ثلاثة من أبنائه يدرسون في المدرسة نفسها، وأبرز أن "قرار الإغلاق سياسي، وليس تربويا"، إذ كيف يمكن المدرسة أن تروج أفكار جماعة غولن إذا كان "كل من يدرس فيها هم أساتذة، وإداريين مغاربة، وأن أغلب التلاميذ مغاربة، والمقرر الدراسي مغربي، وأن مادة التربية الإسلامية، التي تدرس لهؤلاء التلاميذ تتبع تعليمات وزارة الأوقاف، وأن المفتشين هم نفسهم الموجودون في المدارس العمومية، إذ الجانب التركي في هذا هم المستثمرون". وتجدر الإشارة إلى أن أسرة 2500 تلميذ مغربي يدرسون في مدارس تابعة لغولن في البيضاء (3)، والجديدة (2)، وفاس، وتطوان، وطنجة تتجه إلى متابعة وزارتي الداخلية، والتعليم في حالة تم فعلا تطبيق قرار الإغلاق.