كشف الجهادي المغربي، المشتبه فيه، شكري الحدوشي، البالغ من العمر 30 سنة، خلال أولى جلسات محاكمته، التي انطلقت، يوم أمس الاثنين، في المحكمة الوطنية في مدريد، بتهمة الانتماء للتنظيم الإرهابي "داعش"، ومحاولة السفر رفقة رضيعه إلى سوريا، (كشف) أن "داعش دمر عائلته" في المغرب، وإسبانيا. تصريحاته، تأتي بعد أن خطف التنظيم الإرهابي، منه اثنين من أبنائه، أحدهما قتل في جبهات القتال، بينما الآخر يعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة، فيما هو لايزال يحاكم بسبب "داعش"، على الرغم من أنه يقول: "لا تربطني بها أي علاقة". الجهادي المغربي نفى أمام القاضي الإسباني التهم الموجهة إليه، وزوجته. وقال: "كيف يمكني السفر إلى سوريا، وأنا أعرف فقط أين توجد غرناطةومدريد". هذا، علما، أن شكري تم اعتقاله في ميناء الجزيرة، وهو في طريق العودة إلى المغرب، الذي كان ينوي السفر عبره إلى تركيا، ومنه إلى سوريا، حسب وزارة الداخلية الإسبانية. وأشار شكري إلى أنه: "لا أعرف من قام بعملية غسيل الدماغ لشقيقي، وغرر بهما"، قبل أن يعترف أن" شقيقيه أخطآ بالانضمام إلى داعش" في نهاية المطاف، ما سمح للتنظيم بتدمير عائلته. شكري أوضح، كذلك للقاضي الإسباني أنه متفتح على العالم، وأنه ابن عصره، ولا يمكن أن يلتحق بتنظيم يجبره على الصلاة، ويحرمه من التدخين، والخمر. وفي هذا يقول: "لا أعرف القراءة، ولا كيفية الصلاة"، وأضاف: "أدخن وأشرب الخمر، وآكل كل ما أرغب فيه". أكثر من ذلك، صرخ قائلا: "أنا لست مؤمنا، كما أنني ضد الإرهاب"، وأن الشيء الوحيد الذي يتمناه في هذه الحياة هو أن يكون مع زوجته، وطفله لمساعدتهما. وأكد شكري للقاضي الإسباني أنه كان يتواصل مع شقيقيه في سوريا لتحريرهما من داعش، من خلال إقناعهما بالعودة إلى المغرب أو إسبانيا، وأوضح: "تحدثت مع شقيقي الصغير، البالغ من العمر 18 ربيعا، وحاولت إقناعه ليعود إلى البيت، لكنه لم يأخذ كلامي على محمل الجد". وأضاف شكري أن المكالمات والصور، التي رصدتها الأجهزة الأمنية الإسبانية في هاتفه، أرسلها شقيقه إليه من سوريا، واصفا ما قام به بالعمل "القذر". من جهتها، اعترفت سارة باييخو زروال، البالغة من العمر 23 ربيعا، التي تتابع بالتهم نفسها، الموجهة إلى زوجها شكري، أنها كانت تتواصل عبر الوتساب مع صهرها الصغير، لكن لم تكن تحب تلك الصور الداعشية، التي كان يرسلها إليها، إذ شرحت: "أنا هنا بتهمة الإرهاب، لكن لا أفهم ذلك. وهذه التهمة خطيرة جدا بالنسبة إلى شخص تؤلمه صور الاعتداءات الإرهابية". كما طالبت سارة القضاء الإسباني بعدم الحكم عليها بارتداء "اللباس الشرعي"، وأوضحت أنها في بعض الأحيان ترتدي سراويل دون عقد. سارة اتهمت، أيضا، الشرطة الإسبانية بتهديدها مع طفلها الصغير: "بعد اعتقالي، هددتني الشرطة بإيذاء رضيعي". ويواجه شكري الحدوشي، الذي ترعرع في مدينة تطوان قبل أن ينتقل إلى العيش في إسبانيا، عقوبة حبسية قد تصل إلى 6 سنوات سجنا نافذا، بعد أن حاول السفر رفقة طفله الصغير (12 شهرا)، وزوجته من إسبانيا إلى تركيا عبر المغرب للالتحاق بصفوف "داعش"، قبل أن يتم اعتقالهم في 16 أبريل الماضي (2016) في مطار الجزيرة الخضراء.