خرجت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بقرار العودة للشارع، بمسيرة وطنية بالرباط أطلقت عليها اسم "مسيرة الوفاء" تعتزم تنظيمها الأحد المقبل "بمشاركة العائلات و النقابات وهيئات المجتمع المدني وعموم فئات الشعب المغربي". ففي بلاغ أصدرته أول أمس ، أعلنت التنسيقية العودة للاحتجاج بعد أن كشفت النتائج النهائية للامتحانات الشفوية التي اجتازها الأساتذة المتدربون، عن رسوب 150 أستاذا، كانوا قد اجتازوا بنجاح الاختبارات التدريبية و كذا الامتحان الكتابي. بلاغ التنسيقية اعتبر أن الأمر يتعلق بترسيب متعمد و بأنه "سياسة انتقامية" في حق الأساتذة المتدربين. عبد الله أقديم عضو المجلس و الوطني، أكد في تصريح ل"أخبار اليوم" "أن بعض المفتشين و الأساتذة المؤطرين المشرفين على الاختبارات، كشفوا للتنسيقية أن العناصر التي طالها الترسيب هم أساتذة مجدون وأنهم حصلوا على معدلات تخول لهم النجاح"ّ، مما يجعل، في نظره، أن للترسيب بعد انتقامي من نضالات الأساتذة ككل وليس من شخص بعينه، يضيف محدثنا، الذي أكد على أن البرنامج الاحتجاجي الذي سطرته التنسيقية الهدف منه هو التأكيد على أن "التنسيقة قادرة على تحصين جميع منخرطيها واللذوذ على مصالحهم". وفي الوقت الذي تعالت فيه أصوات الأساتذة، الذين أصبحوا يسمون أنفسهم بالجدد عوض المتدربين، بأنه لم يتم احترام مخرجات الاتفاق الذي جمع ممثلين عن التنسيقية و عن الطرف المدني و النقابات الست بوزارة التربية الوطنية في اللقاء الذي جمع الجميع بولاية الرباط تحت إشراف الوالي نفسه، والذي تم التعهد خلاله بتوظيف الفوج كاملا بعد اجتياز المباراة ، حسب عضو لجنة تتبع الحوار، عبد الله أقديم، فإن الوزارة لزمت الصمت حيال هذا الوضع الجديد ولم تفصح عن دواعي الترسيب، باستثناء دعوتها جميع الناجحين إلى الإسراع في توقيع محاضر الالتحاق بمقرات العمل. وقد اعتبر عبد الرزاق الإدريسي الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم، التوجه الديمقراطي، أن الترسيب الذي طال 150 أستاذا هو نوع من المشاكل المغلوطة التي يمكن أن تتفاداها الوزارة و المسؤولون ، وشدد على أنهم من جهتهم كنقابة يعتبرون أن عملية الترسيب هي خروج عن الاتفاق الذي تم التوافق حوله في لجنة الحوار المشتركة و التي كانت النقابات طرفا فيها، ويضيف الإدريسي أنه بالنظر لحجم الطعون التي عرفتها نتائج المباراة في شقها الشفوي ف"إننا كنقابة ندعو وزير التربية الوطنية إلى فتح تحقيق من لجنة محايدة لتتبع المائة وخمسين حالة، حالة بحالة، وللوقوف على جميع الأمور التي من شأنها أن تضمن المعالجة السديدة لهذا الملف قبل فوات الأوان". هذا وقد أطلق الأساتذة الجدد حملة إعلامية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الإعداد للمسيرة الوطنية، كما أعلنوا عن مجموعة من الخطوات التهييئية من ضمنها "تشكيل لجان للمتابعة والتواصل مع الأساتذة والنقابات وهيئات المجتمع المدني، وعقد ندوة صحافية وطنية، وكذا توزيع نداءات المشاركة في المسيرة الوطنية المزمع تنظيمها".