كشف مصدر نقابي صحي أن ما يحدث حاليا داخل المركز الاستشفائي محمد الخامس يؤكد أن الوضع الصحي بهذا المستشفى يزداد تدهورا، وأن ما يقع هو تحصيل حاصل لغياب تدبير إداري معقلن يعيش قسم الجراحة بمستشفى محمد الخامس بآسفي، منذ ما يزيد على أسبوعين، حالة من الفوضى والاحتجاجات المرتبطة بغياب طبيب جراح، بسبب أخذ الجراحين لعطلتهم السنوية. وأُرغم عدد من المرضى من ذوي الحالات المستعجلة على الانتقال صوب مستشفيات مراكش والجديدة، وهو ما يزيد وضعية مستشفى آسفي قتامة، حيث يشهد تدهورا خطيرا في ما يخص الضعف الكبير في موارده البشرية، لاسيما على مستوى الجراحة العامة، بالإضافة إلى أن وصول عشرات الممرضين إلى سن التقاعد، ما ينذر بتفجر أزمة شديدة في المستشفى. وفي الوقت الذي كشفت فيه مصادر طبية أن غياب الطبيبين الجراحين سيزيد من حدة التوتر على مستوى تدبير الحالات العلاجي المستعجلة، حيث فشل طبيب جراح استقدم لهذا الغرض من مدينة اليوسفية في تغطية الخلل الحاصل، وسارع هو الآخر بعد أيام قليلة فقط إلى المغادرة، مخلفا عددا من علامات الاستفهام حول ما يطبع تعاطي وزارة الصحة مع مستشفى آسفي من استهتار ولامبالاة لا تراعي كرامة عشرات المرضى ومعاناتهم اليومية مع عدد من أجنحة هذا المستشفى، الذي كان قد شهد سابقا فضيحة أخرى، تمثلت في تعرض الآلة المتخصصة في تعقيم أدوات وتجهيزات العمليات الجراحية لعطب، واضطر حينها عدد من الجراحين إلى التدخل شخصيا لدى مصحات خاصة بالمدينة من أجل تعقيم مختلف الأدوات والتجهيزات التي يستعينون بها في إجراء العمليات الجراحية. وكشف مصدر نقابي صحي أن ما يحدث حاليا داخل المركز الاستشفائي محمد الخامس يؤكد أن الوضع الصحي بهذا المستشفى يزداد تدهورا، وأن ما يقع هو تحصيل حاصل لغياب تدبير إداري معقلن، وإعلان ستة مديرين سابقين استقالتهم، وفرارهم من مسؤولياتهم، بعد اصطدامهم بواقع ملفات اختلالات مالية ضخمة قد يقود التحقيق في مضامينها إلى الكشف عن سيل من الخروقات التي من شأن نفض الغبار عنها أن يؤدي إلى متابعات قضائية ستكون اللبنة الأساسية لأي إصلاح يروم تحسين الوضع الصحي بالمركز الاستشفائي محمد الخامس بآسفي.وتعبر الحالة التي يشهدها مستشفى آسفي تردي الوضع الصحي بالمدينة، في ظل غياب شبه كلي للآليات والموارد البشرية، التي يتطلبها إجراء عشرات العمليات الجراحية يوميا، حيث يضطر عدد من الأطباء، في ظل هذا الوضع، إلى الاعتماد على مبادرات شخصية من أجل مواصلة إجراء عمليات ذات صبغة استعجالية، وتجنب إرسال المرضى نحو مستشفى ابن طفيل بمراكش، أو مستشفيات الدارالبيضاء، لكن ما يحدث حاليا على مستوى تدبير الجراحات العامة ينذر بتفجر وضع خطير، في ظل تفاجئ المرضى بإلغاء مواعيد إجراء عملياتهم الجراحية، وإرجائها إلى تاريخ لاحق، ما قد يؤدي إلى تدهور وضعهم الصحي وإلى الوفاة في بعض الحالات.