بينما يواجه سكان الدواوير القروية في المناطق الثلجية ظروفا صحية صعبة، جراء انخفاض درجات الحرارة لأدنى مستوياتها، تتعرض بعض القوافل الطبية التي تنظمها فعاليات المجتمع المدني، للمنع والتضييق من طرف المسؤولين لأسباب غير واضحة. موقف مماثل، تعرضت له "جمعية الصحة للعموم" بحر الأسبوع الجاري، بينما كانت تباشر حملة طبية لفائد ساكنة المداشر والقرى الجبلية بإقليمشفشاون، بتنسيق مع هيئات المجتمع المدني بالجماعات القروية في إقليمشفشاون، قبل أن تتلقى تعليمات بوقف قافلتها بدعوى عدم الالتزام ببعض بنود اتفاقية بينها وبين مندوبية الصحة. وفي هذا السياق، أكد منير متوكل، منسق جمعية الصحة للعموم في تصريح هاتفي مع "اليوم 24″، أن مندوب الصحة أبلغه بأن عامل عمالة شفشاون أعطى تعليماته بوقف القافلة الطبية، وبعد يوم من ذلك أصدرت مندوبية الصحة بيانا توضيحيا، عزت فيه منع القافلة بدعوى عدم احترامها بعض البنود المنصوص عليها في اتفاقية مبرمة بينهما. وحسب البيان التوضيحي الذي يتوفر الموقع على نسخة منه، أن جمعية الصحة للعموم أخلت ببنود الاتفاقية الموقعة مع مندوبية الصحة يوم 4 يناير الجاري، والمتمثلة في عدم تقديم مخطط عمل أنشطتها للسنة الجارية، والذي لا يمكن تفعيله إلا بعد مصادقة مندوبية الصحة وموافقة السلطة المحلية، غير أن الجمعية شرعت في تنظيم أنشطتها مباشرة مع ممثلي الساكنة المحلية بجماعات الإقليم، في خرق سافر لمبدأ الشفافية، حسب تعبير البيان. لكن الغريب في الموضوع، هو أن عمالة إقليمشفشاون أصدرت من جهتها بيانا آخر بعد البيان التوضيحي لمندوبية الصحة، أكدت من خلاله أن السلطات المحلية لم تمنع أي نشاط للجمعية خلال الحملات الطبية التي أشرفت عليها داخل نفوذ تراب الإقليم، وإنما توصلت بقرار المنع من مندوب الصحة، يخبر فيها مصالح العمالة بأن الجمعية لمذكورة أنها أخلت ببنود الاتفاقية. ردود أفعال مندوبية الصحة وعمالة إقليمشفشاون، خلفت استغراب هيئات المجتمع المدني التي تنسق مع الجمعية المذكورة، من أجل الاستفتدة من خدماتها الصحية والطبية، خاصة بعد الاتهامات المتبادلة بين المسؤولين حول قرار المنع. من جانبه، نفى منير متوكل منسق جمعية الصحة للعموم، ما ورد في بيان مندوبية الصحة من مغالطات حسب قوله، مؤكدا أن جمعيته تقدم الخدمات الطبية بشكل مجاني، معتمدة في ذلك إمكانياتها الذاتية ومعداتها الطبية المتوفرة، مضيفا بأن الجمعية تقدم "خدمة اختيارية" تتعلق بالنظارات مقابل "ثمن رمزي" لا يعادل حتى مصاريف التنقل للمركز الصحي، بالنسبة لسكان المناطق القرويين المحتاجين لهذه الخدمة، يردف المتحدث. وأشار متوكل، إلى أن قافلة جمعيته نظمت حملة طبية بعدة دواوير قروية، تعاني العزلة في هذه الظروف المناخية الصعبة، يتطلب الوصول إليها المرور عبر مسالك طرقية غير معبدة وسط تضاريس صعبة، مثل دوار "تزالت"، و "بوكامل" و "أمتار"، حيث تقوم بتمكين المستفيدين من خدمات صحية متنوعة بشكل مجاني، مثل قياس "الضغط الدموي"، و "السكري" و "إيكوغرافيا" و "الضغط الدموي"، وخدمات الطب العام.