قال أخصائيون اليوم الأربعاء إن وصول أي جيل جديد من مضادات الاكتئاب إلى الأسواق لن يكون قبل ما لا يقل عن عشر سنوات على الأرجح على الرغم من دلائل تشير إلى زيادة معدلات الاكتئاب والقلق في أنحاء العالم. وأرجعوا توقف خطوط تطوير عقاقير جديدة مضادة للاكتئاب في جانب منه إلى "فشل العلم" وأيضا إلى سحب شركات الأدوية الكبيرة الاستثمارات من قطاع البحث والتطوير في مجال علم الأعصاب لأن إمكانية الربح غير مؤكدة. وقال جاي جودوين أستاذ الطب النفسي بجامعة أوكسفورد للصحفيين في إفادة بلندن "سأكون مندهشا للغاية إذا رأينا أي عقاقير جديدة للاكتئاب في العقد المقبل. صناعة الأدوية لا تستثمر ببساطة في البحث لأنها لا تستطيع تحقيق أرباح من هذه العقاقير." وذكر أندريا سيبرياني استشاري الطب النفسي في أوكسفورد أنه يمكن تفهم مثل هذا العزوف عن المخاطرة بالنظر إلى العوائد غير المؤكدة والكلفة التي تقارب المليار دولار لتطوير وطرح دواء جديد بالسوق. وأضاف "إنه مبلغ كبير وثمة معدل كبير للفشل." ويشمل علاج الاكتئاب عادة إما الأدوية أو شكلا ما من أشكال العلاج النفسي أو كليهما. لكن أكثر من نصف الأشخاص الذين يخضعون للعلاج لا يتحسنون بمضادات الاكتئاب الأولية ويقاوم نحو ثلث المرضى أدوية ذات صلة. زيادة معدلات الاكتئاب قال الخبراء إنه منذ إتاحة الجيل الحالي من مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية المضادة للاكتئاب- ومنها بروزاك الواسع الانتشار الذي تنتجه فايزر- على نطاق واسع باعتبارها أدوية رخيصة وهناك عزوف بين الأجهزة الصحية عن تمويل عقاقير جديدة مكلفة ربما لا تكون أفضل كثيرا. وقال الأخصائيون إن ذلك يرجع لأسباب من بينها أن الأدوية الحالية وإن لم تكن بأي حال من الأحوال مثالية فهي فعالة إلى حد بعيد بالنسبة لأكثر من نصف المرضى وأيضا لأنه في هذه الحالة على وجه الخصوص أي علاج بديل يمكن أن يكون له تأثير كبير. ويوضحون أن هذا يجعل من الصعب إثبات أن عقارا جديدا يتفوق في تأثيره على أدوية بديلة فعالة وعلى جيل فعال من الأدوية المتاحة. وقالت منظمة الصحة العالمية إن الاكتئاب هو بالفعل أكثر أنواع المرض العقلي شيوعا إذ يؤثر على أكثر من 350 مليون شخص في أنحاء العالم ويتصدر الأسباب المؤدية للعجز في أنحاء العالم. والمعدلات تزداد. واستشهد جلين لويس أستاذ علم الأمراض النفسية في جامعة لندن ببيانات خاصة بإنجلترا تظهر ارتفاعا إلى نحو المثلين في وصف الأطباء لمضادات الاكتئاب في عشر سنوات إلى 61 مليونا في 2015 من 31 مليونا في 2015. وفي الولاياتالمتحدة أيضا يتناول أشخاص مضادات الاكتئاب أكثر من أي وقت مضى. وأظهرت دراسة منشورة في دورية أمريكان ميديكال أسوسييشن في 2015 أن انتشار أدوية الاكتئاب تضاعف تقريبا من 1999 إلى 2012 حيث ارتفع إلى 13 بالمئة من 6.9 في المئة. ومع ذلك فقد قلص عدد من شركات الأدوية الكبيرة منها جلاكسو سميثكلاين وأسترا زينيكا استثماراتها للبحث والتطوير في مجال علم الأعصاب في السنوات الأخيرة فيما أرجعته إلى احتمالات غير مواتية لتحقيق عوائد من المخاطرة. وقال جودوين إن تراجع تطوير عقاقير جديدة يرجع أيضا إلى تباطؤ البحث العلمي فيما يحدث بالفعل في أدمغة من يستجيبون ومن لا يستجيبون لمضادات الاكتئاب الحالية. وأضاف "لنكن صرحاء.. يرجع ذلك في جانب منه إلى فشل العلم. العلماء عليهم أن … يتوصلوا إلى فهم أكبر لكيفية عمل هذه الأشياء في حقيقة الأمر قبل أن نتمكن من اقتراح سبل لتحسينها." Reuters