تمكنت مصالح الامن بمدينة صافونا بإيطاليا، مساء أمس الثلاثاء، من تفكيك شبكة تتكون من مغاربة وإيطاليين، مختصة في تنظيم "الزواج الأبيض" بين مهاجرين سريين ومواطنات إيطاليات للحصول على وثائق الإقامة والجنسية. وبلغ عدد الأشخاص الذين تم توقيفهم في عملية رجال الدرك الإيطالي، التي أطلق عليها اسم "قران الذهب"، أزيد من 15 شخص، بينهم على الأقل خمسة مغاربة. بينما تم وضع عشرات الأشخاص الآخرين تحت الإقامة الجبرية في انتظار استكمال إجراءات التحقيق. وانطلقت أولى الأبحاث التي قادها الأمن منذ أشهر، بعد تلقيه معلومات من المصالح البلدية عن شكوك تحوم حول عقود زواج تم تسجيلها بين أجانب ومواطنات إيطاليات. وكان الحدث الذي جعل المصالح البلدية لمدينة صافونا تتأكد من أن هناك متاجرة بالزواج وتخبر الأمن، كون إحدى الشابات الإيطاليات تقدمت إلى البلدية لتسجيل زواج من مواطن أجنبي ومدتهم باسمه، لكنها عادت بعد أيام لتغيير الاسم الذي تريد الارتباط به. كما أن هذه المصالح لاحظت ارتفاعاً ملحوظاً في عدد عقود الزواج في الآونة الأخيرة، زيادةً عن كون الأزواج لا يتكلمون اللغة الإيطالية ويظهر أنهم التحقوا حديثاً بإيطاليا. ويوزع أفراد الشبكة الأدوار فيما بينهم، فهناك من يقوم بالبحث عن الزيجات، وآخرون يؤدون دور الشهود. ويصل المبلغ الذي كان يتقاضاها أعضاء الشبكة عن كل قران، إلى 5000 أورو لكل مهاجر سري يحصل على ترخيص الإقامة. أما الذين يسفر زواجهم عن حصولهم على الجنسية الإيطالية فإنهم يؤدون مبلغ 10 آلاف أورو. وتمكن الأمن من ترصد أفراد الشبكة لعدة أشهر، وتم تصويرهم في عدة فيديوهات، أحدها يبين اللحظة التي يتقاضى فيها أحد الشهود نصيبه من المبلغ، وآخر يبين أحد أعضاء الشبكة يقدم شيكا ليدفع نصيب الزوجة المفترضة. كما وضعت هواتف الزوجات تحت المراقبة، وأظهرت إحدى التسجيلات أن إحداهن قالت في مكالمة هاتفية، إنها لا تتحمل الإقامة مع زوجها المفترض لأسبوع فقط حتى تمر الشرطة البلدية لتأكيد تواجدهما تحت سقف واحد. وتم تقديم أعضاء الشبكة أمام المحكمة، ووجهت لهم تهم تتعلق بالتزوير في وثائق رسمية وتسهيل الهجرة السرية.