حتى قبل أن يصبح ترامب رئيساً منتخباً للولايات المتحدة، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إزالة اسمه من على أبراج ترامب بإسطنبول. وعلل أردوغان ذلك بحالة الإسلاموفوبيا التي تنتاب ترامب، وقال إن مرشح الرئاسة الأميركية "لا يحمل التسامح لمسلمي الولاياتالمتحدة". الآن، في الوقت الذي يقف فيه ترامب على بعد أسابيع قليلة من تولي الرئاسة، على المدن التي تضم عقارات وممتلكات تحمل اسمه أن تقلق بشأن شيء إضافي: "الإرهاب المحتمل الذي سيجلبه اسم ترامب". يقول تشارلز ريجيني، وهو عميل سابق بمكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركي والذي يرأس حالياً شركة دولية للاستشارات الأمنية تدعى Unity Resources Group، "دونالد ترامب هو شخصية مثيرة للجدل، وحيوية، ورفيعة المستوى. هذا النوع من الشخصيات دائماً ما يسترعي انتباه مهاجمين محتملين، بل ويزيد من خطر حدوث هجمات على الممتلكات التي تحمل اسمه بشكل واضح".، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. يقول ديفيد جارتينستين روس، الزميل البارز بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: "إذا قتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، أو زعيم القاعدة أيمن الظواهري، فستكون هناك محاولات لاستهداف الرئيس الأمريكي أو الولاياتالمتحدة.. أو يمكن أيضاً استهداف أحد فنادق ترامب". وضعية ترامب وخطابه جعلت منه نجماً لدعايا "المقاومة الإسلامية"، إذ دائماً ما استخدم تنظيم "الدولة الإسلامية" وحركة الشباب التابعة له على سبيل المثال أجزاء من خطاباته وتصريحاته، وعادة ما يتم تسليط الضوء على خطابه المعادي للمسلمين. في الماضي، كان الرادع لتنفيذ هذه المجموعات لهجمات إرهابية في الولاياتالمتحدة هو كونها بعيدة جغرافياً عن مراكز قوتهم. من الصعب على المتطرفين الإسلاميين غير الأميركيين الوصول إلى الولاياتالمتحدة لا سيما عن طريق البر. أوروبا أقرب بكثير لمعاقل تنظيم الدولة الإسلامية، وإذا وضعت قدمك في إحدى الدول الأوروبية، فبإمكانك دخول 20 دولة أوروبية أخرى دون حتى فحص لجواز سفرك. "أهداف محتملة" يقول فيكتور عسل، الأستاذ والمدير المشارك بمشروع الصراع العنيف بجامعة نيويورك: "يخلق ترامب مجموعة كاملة جديدة من الأهداف المحتملة". وأضاف أنه، "ربما يقول الإرهابيون إن مهاجمة سفارة أمريكية أو قاعدة عسكرية هو أمر معقد، ولكن يمكننا الهجوم على أحد فنادق ترامب". الفنادق والمطارات والمزارات السياحية هي بالفعل أهداف هامة للمتطرفين. تفتقر هذه الأماكن إلى التأمين مقارنة بالأماكن الدبلوماسية ودائماً يكون أغلب من يتواجد فيها هم من المدنيين العابرين. هذا الأمر تحديداً يضمن للمتطرفين أنهم سينالون من مجموعة دولية متعددة الجنسيات، وأن الدمار سيلحق بأكبر عدد ممكن من الدول. في يونيو 2015، قتل مسلح 38 شخصاً من 6 جنسيات مختلفة في منتجع ساحلي في تونس. وفي مارس، تسبب هجوم على متحف باردو في تونس أيضاً في مقتل 22 شخصاً من 10 جنسيات مختلفة. يقول عسل: "إذا قتلت أمريكيين، فستتمكن من جذب الانتباه. وإذا قمت بتفجير فندق فخم في دولة أجنبية، فعلى الأغلب سيُقتل أميركيون في الحادث. ومع وجود ترامب كهدف، سيرى الإرهابيون أنهم بذلك يهاجمون ترامب نفسه أيضاً". لا تملك مؤسسة ترامب أية مشروعات في الدول التي تخوض حروباً الآن، كما ألغت المجموعة أخيراً مجموعة من الاتفاقات (بما في ذلك صفقة في أذربيجان) في محاولة لتهدئة المنتقدين. وكتب ترامب في تغريدة على موقع تويتر في الوقت الذي أُلغِيت فيه الصفقات "على الرغم من أن القانون لا يجبرني على ذلك، سأترك أعمالي قبل العشرين من يناير للتركيز بشكل كامل على عملي في الرئاسة". ولكن ذلك لن يكون كافياً لإبقاء الممتلكات التي تحمل اسمه في أمان. هناك الكثير من البنايات التي تحمل اسم ترامب، مثل أبراج إسطنبول التي تقع بالقرب من مناطق الصراع في الشرق الأوسط. وتعاني تركيا من سلسلة من الهجمات الدامية سواء من المتطرفين الإسلاميين، أو نتيجة للصراع طويل الأمد مع حزب العمال الكردستاني -الذي تصنفه أنقرة بأنه تنظيم إرهابي-. ومع تجمع كل تلك العوامل معاً، تصبح تركيا إحدى أخطر النقاط على العلامة التجارية لترامب. أبراج القرن التي يملكها ترامب أيضاً في مانيلا عاصمة الفلبين تقع بالقرب من جماعة أبو سياف الفلبينية المرتبطة بتنظيم "الدولة الإسلامية"، على الرغم من أن الخبراء يقولون بأن المجموعة أقل نشاطاً في العاصمة الفلبينية مقارنة بأجزاء أخرى من الفلبين. "تضارب في المصالح" لطالما كانت الإجراءات الأمنية على الأهداف الدبلوماسية مكثفة، ولكن إخضاع الممتلكات الخاصة للرئيس الأمريكي لنفس الإجراءات سيشكل تضارباً واضحاً في المصالح، كما أن من شأنه أن يكلف حكومة الولاياتالمتحدة مليارات من الدولارات. على الأغلب، ستستمر الممتلكات التي تحمل اسم ترامب في تأمين نفسها بنفسها، ربما تبدأ أيضاً في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع وقوع هجوم كبير من خلال وضع نقاط تفتيش أمنية وتوفير مخارج نجاة للنزلاء. بحسب جارتنستين روس، الكثير من الفنادق الغربية في مناطق مثل شمال أفريقيا تفعل ذلك، وأنهم أصبحوا أشبه بالمجمعات السكنية في محاولة لتقليل احتمالية وقوع هجمات إرهابية، ويضيف "هناك حدود لمدى التأمين الذي تضعه على منشأة خاصة، ولكن هذه المنشآت أصبحت هدفاً كبيراً بعد فوز ترامب. التفكير في أمور كهذه يمكن أن يساعد في حفظ الأرواح". المنشآت داخل الولاياتالمتحدة ليست محصنة من الهجمات أيضاً، سواء من المتعاطفين مع المجموعات الإرهابية الخارجية، أو من مجموعات إرهابية محلية، ومع ذلك فإن تأمين هذه المنشآت أقل عرضة ليسبب تضارباً دولياً في المصالح. لا يمتلك ترامب كل المنشآت التي تحمل اسمه، ولا تدار كلها بالضرورة من قبل مؤسسة ترامب، ولكن ذلك لا يشكل فارقاً. يقول عسل "إذا كنت إرهابياً، فلماذا سيهمني ذلك؟ سيهمني فقط تفجير فندق ترامب". ويكلف برج ترامب في نيويورك، الذي نسق الرئيس المنتخب حملته الانتخابية من داخله، والمتوقع أن تظل فيه زوجته ميلانيا وابنهما بارون، المدينة ملايين الدولارات أسبوعياً. وبينما حالف ترامب الحظ من الناحية الأمنية، كان عليه التخلي عن خططه بإنشاء برج ترامب في أوروبا. (لا يزال اسمه على عدد من ملاعب الغولف والفنادق في بريطانيا، ولكن تعد هذه المنشآت آمنة نسبياً نظراً لما تحظى به من تأمين إنكليزي). وكان ترامب يهدف إلى بناء أطول مبنى في أوروبا واختار ألمانيا مكاناً له منذ 16 عاماً. وظهرت النماذج الأولية للبرج الذي حمل اسم "برج الألفية"، وهو يحلق في سماء مدينة فرانكفورت، ولكنه لم يُنفذ. إذا كان ذلك قد حدث، كان البرج ليصبح أحد أبرز الأهداف للمقاتلين الأجانب العائدين إلى أوروبا. بدلاً من ذلك، ربما يذهب ذلك الاستهداف إلى أول مباني ترامب في أوروبا: أبراج ترامب في إسطنبول.