يرقد المسؤول السابق القبطان، عبد الرحمان الريش، طريح فراش المرض، وهو لا يجد قوت يومه، لولا رعاية ابنه، حيث كان في واجهة الأحداث التاريخية بالمغرب، قبل أن يصبح نسيا منسيا، ينخره المرض، وتصفعه يد الزمان الغادر. الكولونيل السابق، عبد الرحمان الريش، من مواليد 1937 في الدارالبيضاء بدرب التازي، حصل على شهادة البكالوريا بامتياز عام 1953، فتم اختياره من طرف السلطان محمد الخامس، رفقة نخبة من أنجب المغاربة، لإرسالهم إلى مدرسة "سنسير" العسكرية الفرنسية، حيث تخرج، ونال شهادة "سنسير". وحسب محمد الريش، ابن الكولونيل، فقد كان القبطان ضمن أول فوج عسكري في المغرب، اختار لهم السلطان ابن يوسف آنذاك اسم "فوج محمد الخامس"، ليكلف بمجموعة من المهمات والمناصب المهمة، ليحصل على رتبة قبطان بظهير ملكي شريف من طرف الحسن الثاني. كما أن الملك محمد السادس، حين اعتلى عرش المغرب، خص القبطان عبد الرحمان الريش ببرقية أكد فيها شكره له. وأضاف محمد الريش، في تصريح ل"اليوم 24″، أن والده كان ضمن دفعة متكونة من نخبة جنرالات لايزال عدد مهم منهم يمارس إلى الآن، لكنه سبق وتعرض لحادثة سير خطيرة في الصحراء المغربية، وهو الآن يعاني المرض والإهمال. وأكد محمد الريش أن والده لا يريد لا أوسمة، ولا مأذونيات، ولا امتيازات، فقط نقله للعلاج في المستشفى العسكري كاف، وهو اعتراف بما أسداه الكولونيل، البالغ من العمر80 سنة، والذي لم تتبقى له سوى ذكريات شاركها مع نخبة الكولونيلات الكبار في المغرب، وحروب تاريخية كان ضمن أبطالها.