رغم الاحتقان الذي تعرفه الحدود المغربية الجزائرية جراء تفاعلات ترحيل اللاجئين السوريين من التراب الجزائري نحو المغرب، فإن مجموعة من الأمازيغ المغاربة قاموا بالاحتجاج على ما سموه «القمع» الذي يتعرض له أمازيغ غرادية بالجزائر يبدو أن تداعيات الاعتداءات التي تعرض لها أمازيغ «المزاب» بجنوب الجزائر على يد بعض القبائل الأخرى التي يقول بعض النشطاء أنها «مدعومة» من طرف السلطات الجزائرية، تتجه إلى أخذ أبعاد دولية بعد تدخل «التجمع العالمي الأمازيغي» على الخط، وخوض غمار الاحتجاج على ما يتعرض له الأهالي خاصة بولاية «غرداية». التجمع العالمي الأمازيغي أطلق نداء إلى جميع التنظيمات المدنية بالمغرب والجزائر للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي ينوي تنظيمها الأحد 9 فبراير المقبل بالشريط الحدودي، على طرفي الحدود المغربية والجزائرية. ووفق نداء التجمع الذي توصلت «اليوم24» بنسخة منه، فإن هذه الوقفة تأتي نظرا لاستمرار ما اعتبره «هجمات عنصرية لمليشيات مدعومة من النظام الجزائري ضد أمازيغ المزاب بالجزائر طوال أسابيع»، هذه الهجمات نجم عنها وفق نفس المصدر «عشرات الجرحى والقتلى»، بالإضافة إلى خسائر مادية كبيرة. في السياق نفسه، كشف رشيد الرخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي (الكنغرس الأمازيغي سابقا)، أن أمازيغ المزاب من أتباع المذهب الأباضي يتعرضون لعملية قمع ممنهجة من قبل بعض القبائل التي تختلف معهم في العرق واللغة والمذهب، وأن هذه الهجمات التي تشن عليهم، «مدعومة من طرف السلطات الجزائرية بإمكانياتها المادية، وحتى بالمشاركة الفعلية في أعمال القمع والتنكيل، بعدما خرج المتضررون في احتجاجات عارمة بغرداية». تورط السلطات في الأعمال يقول الرخا أنها تثبتها «العشرات من الصور والفيديوهات المنتشرة على شبكة التواصل الاجتماعي». الرخا كشف أيضا بأن التجمع بالتنسيق مع مجموعة من الإطارات المدنية سيقوم بتدويل القضية، وسيتوجه بمراسلات إلى مختلف التنظيمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وكذا حكومات دول الاتحاد الأوربي لوضع المعنيين أمام الأمر الواقع، ولتمكين الرأي العام الدولي من حقيقة ما يجري على أرض الواقع لفئة واسعة من الشعب الجزائري، وكشف نفس المتحدث أن عدد القتلى وصل إلى حدود الساعة إلى 6 قتلى، فيما الجرحى يعدّون بالعشرات، «في ظل صمت دولي حول ما يجري هناك». المتحدث ذاته، قال بأن الوقفة التي ستنظم من الطرفين ستكون بقيادة ناشطين جزائريين بالجزائر، وآخرين من الجانب المغربي، ومن المحتمل جدا أن يتعرض المحتجين من الطرف الثاني للمنع، وعدم تمكينهم من الوصول إلى الشريط الحدودي بالنظر إلى الحواجز الكثيرة التي تضعها الجزائر، كما أنها ستكون مناسبة لطرح مسألة فتح الحدود من جديد. الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان كشفت على لسان كمال الدين فخار، المسؤول بذات التنظيم، أنه «ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها ساكنة «المزاب»، وبتواطؤ مفضوح من طرف السلطات الأمنية والإدارية والقضائية لأعمال مثل هذه». تجدر الإشارة إلى أن أعنف مواجهات عرفتها المنطقة كانت أواخر شتنبر 2008، نجم عنها مقتل ثلاثة أشخاص من ساكنة المزاب، قبل أن تتجدد الأحداث بقوة في أبريل 2009، ما أدى إلى فرض حظر حالة التجوال ببعض مدن ولاية غرداية.