"الوالدة اليوم كلّها بركة، وهي تدعو لي باستمرار وأحيانا تطرح علي أسئلة في السياسة"، هكذا تذكّر عبد الاله ابن كيران والدته للا مفتاحة في اللحظات الاولى بعد إعادة انتخابه امينا عاما لحزب العدالة والتنمية صيف العام 2012، رئيس الحكومة الذي كان حينها في شهوره الاولى في موقع المسؤولية، كشف عن حضور السياسة في اهتمامات والدته المسنّة، حين قال إنها عاتبته حين علمت أنه لم يتّصل ليسأل عن أحوال الملك محمد السادس بعد سفر قام به حينها إلى الديار الامريكية. لكن ما يفاجئ البعض ولا يعرفه الكثيرون، هو أن والدة رئيس الحكومة الاسلامي كانت استقلالية منذ زمن بعيد، ربما قبل ميلاد عبد الاله ابن كيران نفسه. "الوالدة كانت ومازالت استقلالية، وما لا يعرفه البعض هو أن والدي كان بعيدا جدا عن السياسة لا يعرف إلا البيت والمسجد والدكان والزاوية.. الزاوية التيجانية، ولا علاقة له بشيء آخر، وحين انتقل إخوتي الكبار الى الدارالبيضاء وتحسّنت اوضاعهم، كنا نذهب عندهم وكايتهلاو فينا وصافي، أما الوالدة فكانت لها علاقة بالنضال في العكاري حتى قبل الاستقلال"، يقول رئيس الحكومة في مذكرات سبق ان نشرتها اخبار اليوم في 2013. اهتمام سياسي يجسّده ابن كيران في قرب قال إن والدته كانت تحتفظ به مع النساء الاستقلاليات، "لكنها كانت تشارك بحذر، ماشي بحالي أنا، هي امرأة تتصرف بالميزان والرزانة، وإلى وقت قريب جدا كان لا يزورها أي أحد من الأسرة إلا في إطار الاحترام والتقدير لأنها مختلفة عنا نحن أبناء بنكيران، لأننا نتسم ببعض العفوية، أما هي فكانت مختلفة". اختلاف بين الأم والأب من حيث العفوية والتحفّظ، لم يمنع رئيس الحكومة من الاعتراف بكونه ورث الحس السياسي عن للا مفتاحة وليس عن الحاج المختار ابن كيران. "الاهتمام بالشأن العام ورثته منها وليس من الوالد، وأذكر أن صديقة لها اسمها مي طامو كانت تأتي عندنا كثيرا وكانت تأخذني معها لبعض الأنشطة السياسية وكنت اعتز بذلك كثيرا وأنا مازلت صغيرا، وكان مقر تابع لحزب الاستقلال قريب من منزلنا، فكنت غادي جاي معاهم، وعشت معهم كل المحطات المهمة مثل ظهور الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، لكن والدتي حافظت على ولائها لحزب الاستقلال ما وعت، قد تكون منذ عشر سنوات تقريبا ابتعدت نظرا لسنها، لكن ما عمرها كانت مناضلة نشيطة بل كانت مناصرة لحزب الاستقلال".