سيَكون عَبد الإله ابن كيران، أول رئيس حكومة في تاريخ المغرب يتحدث بعفوية عن شريكة حياته نبيلة بنكيران، وقصة زواجهما الفريدة، وسيظل يُكررها دُون مَلَل، كما عبر عن ذلك في آخر ظهور له في شريط فيديو قصير خلال حفل زفاف كريمة رفيقه في الحكومة والحزب عزيز رباح. وإذا كان سياق إعادة حديث رئيس الحكومة، عن منهجه "البيداغوجي" في طريقة تعامله مع نصفه الآخر، سيما عند وقوع أي "خصومة" بينهما، مثلما يحدث مع جميع الأزواج. قُلت، إذا كانت أسباب نزول حديثه عن سياسته في فض الخصومات "الزوجية"، مفهومة بالنظر إلى أنه مدعو لحفل زفاف، ومن واجبه إسداء النصيحة إلى الزوجين الواعدين، وتمرير ذلك إلى باقي الأزواج المبتدئين، فإن أحد الظرفاء من الذين حضروا الحفل حاول "تَأويل" كلام رئيس الحكومة عن أسلوبه في التعامل مع أي خصومة تنشب مع زوجته، حيث يُسارع إلى معالجتها فورا، وعدم ترك بقعة الزيت تتسع فوق قطعة الثوب، فيمنع وصول الخبر إلى أُسرة الزوجة، فتكبر القضية، سيما بعد مغادرة الزوجة لبيت الزوجية إلى بيت والدها. ربما يكون هذا "التأويل" الظريف جدا، خَاطئا مائة بالمائة، غير أنه يحَاول ربط ما يجري في المشهد السياسي المغربي الآن، وبين الحياة الزوجية، فالأسرة تشبه إلى حد كبير الحُكومة، وأي خصومة بين الزوجين مثل الصراع بين الأحزاب، مما يتطلب معالجتها في في المهد، عوض أن "تغضب" في دار والدها 15 يوما ثم تعود من جديد بعد جولات ماراطونية من "الطليب والرغيب". فلماذا، لايتم التفاهم بين الزوجين قبل أن تتخذ الزوجة قرار المُغادرة، وصفق الباب وراءها، وقد يقع ما لا يتمناه أي طرف، ويتم نقض العهود بعدما وَضع كل واحد منهما يدا في يد، والتزما بمواصلة المشوار. رُبما يَحمل هذا التأويل "المتعسف" لكلمة بنكيران في حفل زفاف بالقنيطرة ما لا يحتمله، ولكن مهما كان خاطئا، فإن تشبيه الحكومة بالأسرة وارد جدا، فكل واحدة منهما، لديها ميزانية، وسياسة، ومشاكل وأولاد، وبيت، وقروض، وعلاقات مع الجيران. كلام السياسيين، مهما كان عفويا، يحتمل أكثر من تأويل، ولهذا قال ظريف آخر(ليس محمد ظريف، الباحث في الحركات الإسلامية)، بأن حديث بنكيران عن طريقته البسيطة والسريعة في تدبير الاختلاف مع زوجته نبيلة، ربما يحتمل اختلافه معها في المشاركة في مسيرة الرباط الأخيرة. مَهما كانت التأويلات، الأهم، أنه لدينا رئيس حكومة يتحدث عن زوجته، ووالدته الحاجة مفتاحة بعفوية، ويشارك المواطنين همومه وهواجسه، رغم أنه يخفي بعضا منها، سيما المتعلقة بالمشاورات مع التجمع الوطني للأحرار, ربما لم يرى أن الوقت غير مناسب للحديث عنها، ويرسل من حين لآخر بعض الإشارات، من باب "اللبيب بالإشارة يفهم".