فتحت السلطات الإسبانية تحقيقات واسعة بعد اشتباهها في وجود شبكة منظمة تنظم رحلات تهريب جماعية للمهاجرين غير الشرعيين، انطلاقا من المغرب إلى إسبانيا عبر معبر "بني أنصار"، داخل تجويفات محدثة داخل الشاحنات، التي تتنقل بين البلدين، مقابل مبالغ مالية مهمة، حسب مصادر إسبانية. وفي مشهد غير مسبوق في معبر "بني انصار" الحدودي لمدينة مليلية المحتلة، تمكن الحرس المدني الإسباني، صباح أمس السبت، من إنقاذ حياة 22 مهاجرا من إفريقيا جنوب الصحراء، من بينهم ثلاث نساء، كانت شبكة متخصصة في تهريب البشر تحاول تهريبهم إلى مدينة مليلية داخل تجويفات محدثة في شاحنة، وفي ظروف غير إنسانية، حسب وكالة الأنباء "إيفي". وتبلغ قيمة تهريب المهاجرين ال22 ما يقارب 88 مليون سنتيم، إذ إن كل مرشح تقريبا يدفع نحو 4 ملايين سنتيم لشبكات التهريب، خصوصا أن هذه الطريقة تعتبر الأكثر أمنا من ركوب البحر، أو اقتحام السياجات الحدودية. مصادر حكومية في مليلية المحتلة أشارت إلى أن عملية إجهاض هذه المحاولة تمت حوالي الساعة السابعة صباح أمس، بعد أن أخضع أفرد الأمن شاحنة مقبلة من المغرب للتفتيش، وكذلك لجهاز رصد دقات القلب، إذ تبين أنها تحمل أشخاصا آخرين غير السائق ومساعده، ليتم اكتشاف وجود تجويف محدث كُدِّسَ فيه نحو 22 مهاجرا كانوا يعانون الاختناق. وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن سائق الشاحنة، بعد انكشاف أمره، فر هاربا نحو المغرب عبر المعبر ذاته، فيما تم اعتقال مساعده. وبلغ عدد المهاجرين، الذين دخلوا مليلية هذه السنة، مختبئين في تجويفات مصطنعة، نحو 650 مهاجرا، وبقيمة مالية قد تصل إلى 2.5 مليار سنتيم. وبخصوص الأرقام الرسمية الإسبانية، فإن نشاط تهريب البشر في التجويفات المحدثة داخل الشاحنات، خلال هذه السنة، ارتفع بأكثر من 60 في المائة مقارنة مع عام 2015، التي سجلت 372 حالة دخول بالطريقة نفسها. كما أن الظاهرة ارتفعت ب137 في المائة مقارنة مع عام 2014، حيث سجلت 245 حالة دخول.