الكروج يحول قضية الشوكلاتة إلى القضاء بعد أن لمس غياب الدعم من حزبه في هذا الملف الشائك قرر عبد العظيم الكروج، الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، وضع شكاية لدى وكيل الملك بالرباط ضد وسائل الإعلام التي نشرت خبر «فاتورة الشكولاتة» التي ذكر فيها اسمه. رد فعل الوزير الكروج جاء بعد أن اشتد عليه الخناق داخل حزب الحركة الشعبية الذي ينتمي إليه وخارجه. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن «قيادة الحركة انزعجت كثيرا من المسار الذي اتخذته قضية فاتورة الشكولاتة وتأثيراتها على سمعة الحزب»، خصوصا «بعد دخول رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران على الخط وإصراره على طلب توضيحات مقنعة في هذه القضية». وقالت مصادر حركية ل» اليوم24» إن «الكروج كان ينتظر دعما كبيرا من حزبه، غير أن قيادته وأعضاءه اختاروا الوقوف بعيدا إلى حين انجلاء الحقيقة، وهو ما أثار حفيظة الكروج الذي عبر عن استيائه صراحة من «قلة التضامن» داخل حزبه. وكان الكروج ينتظر خلال آخر اجتماع للمكتب السياسي للحزب أن يثير الأمين العام امحند العنصر جديد قضيته، لكن الأخير أغلق الاجتماع مباشرة بعد انتهاء جدول الأعمال الرسمي دون أن يتطرق من قريب أو من بعيد لموضوع الكروج وفاتورة الشكولاتة، وهو ما زاد من قلق الوزير». وطوال هذه المدة بقي الوزير الكروج صامتا، ولم يصدر عنه أي رد فعل إلا نهاية الأسبوع الماضي، حيث أصدر بيانا يحمل العديد من المتناقضات بين تصريحاته وتصريحات زعيم حزبه نفسه. ففي الوقت الذي نفى فيه الكروج في بيانه المقتضب «شراءه لكمية الشكولاتة، وأيضا نفيه لفتح تحقيق في القضية حيث قال «لم يطلب فتح أي تحقيق لأي جهة كانت»، قال امحند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية في تصريح ل» اليوم24» إن «بنكيران اتصل به شخصيا وطلب منه توضيحات في الموضوع، وهو ما جعله يطالب بفتح تحقيق فيه». وكان الوزير مبديع نفسه صرح بأن وزارته ستفتح تحقيقا في الموضوع، وهو ما يعد تناقضا صارخا بين تصريحات العنصر ومبديع من جهة، وتصريحات الوزير الكروج من جهة أخرى. وازدادت حماسة الوزير الكروج للجوء إلى القضاء بعد اختفاء الوثيقة موضوع الفضيحة من أرشيف وزارة الوظيفة العمومية، وأيضا تراجع زميله في الحزب محمد مبديع عن الاستمرار في التحقيق في هذا الموضوع. وكان مبديع أكد في تصريح سابق ل»اليوم24» أن «موضوع فاتورة الشكولاتة لا يعنيه وأنه غير مسؤول عن التنقيب في ماضي الوزراء»، بعدما كان متحمسا في البداية لإجراء تحقيق في القضية خوفا من أن «يتهم بالتستر على زميل له في الحزب في قضية شائكة».