أحيت التساقطات المطرية الأخيرة، التي هطلت على مختلف مناطق المغرب، آمال الفلاحين بإمكانية تسجيل موسم فلاحي أفضل من الموسم الماضي، الذي شهد موجة جفاف أدت إلى تضرر المحاصيل الزراعية وتقلصها بنسبة 70 في المائة عن موسم 2014-2015. وسرعت المعطيات التي نشرتها مديرية الأرصاد الجوية، عن توقع هطول أمطار طيلة الأسبوع، عمليات زراعة الحبوب في عدد من المناطق. وفي هذا الصدد قال خالد بنسليمان، أحد كبار مهنيي الحبوب بجماعة جاقمة بإقليم برشيد، إن أغلب الفلاحين في المنطقة تمكنوا من زرع حقولهم، خاصة بالقمح اللين والقمح الصلب وأيضا بالشعير، ما مكن من الاستفادة من التساقطات التي بلغت في المعدل 53 مليمترا، وهذا يبعث الأمل في موسم فلاحي جيد على أساس استمرار التساقطات بانتظام من أجل تجاوز الآثار السلبية التي خلفتها موجة الجفاف التي ضربت المملكة الموسم الماضي. وكانت موجة جفاف ضربت المملكة السنة الماضية أدت إلى تراجع المحاصيل إلى ما دون 33 مليون قنطار، في وقت سجلت محاصيل قياسية في السنة التي قبلها بلغت حوالي 110 ملايين قنطار، ما دفع الحكومة إلى اعتماد برنامج استعجالي بتعليمات ملكية، بغلاف مالي بقيمة 4.5 ملايير درهم، بالإضافة إلى تعويضات بقيمة 1.25 مليار درهم من طرف شركة التأمين في إطار المنتوج متعدد المخاطر المناخية بالنسبة إلى زراعات الحبوب والزراعات الربيعية. من جهته، قال خالد بنسليمان، من منطقة الرماني: «إن التساقطات الحالية، في حال استمرت بشكل طبيعي، تعطي أملا في موسم فلاحي متميز، لكن، مع ذلك، هناك العديد من الإشكاليات التي تواجه الفلاحين، سواء الكبار أو الصغار، خاصة بالنسبة إلى التمويل الذي تأخر هذه السنة بشكل غير مفهوم». بنسليمان أضاف أن التمويل الذي يمنحه القرض الفلاحي للفلاحين، في شهر أكتوبر على أبعد تقدير، لم يتم الإفراج عنه بعد، وهذا ما منع عددا من المزارعين من زرع أراضيهم، مضيفا أن من بين الإشكاليات أيضا تعليق تجديد ملفات التأمين للفلاحين بسبب التخوف من تكرار سيناريو الجفاف الذي حصل السنة الماضية، وهو ما أثر أيضا على ملفاتهم لدى القرض الفلاحي، الذي يشترط توفير تأمين من أجل الحصول على قروض. وفي سياق متصل، أوردت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية توقعات بأن تستمر التساقطات يوم غد السبت في عدد من المناطق، خاصة بالريف الغربي ومنطقة طنجة واللوكوس وغرب الواجهة المتوسطية والسواحل الشمالية والوسطى وسوس وهضاب الفوسفاط وولماس.