أثار تأخر التساقطات المطرية تخوفات الفلاحين في مختلف المناطق الفلاحية للمملكة، وسط توقعات باستمرار انحسار الأمطار أسابيع إضافية، ما يجعل من الصعب، حسب عدد من المهنيين، تدارك الموسم الفلاحي، ومعه سيصعب تحقيق التوقعات التي أعلنتها وزارة الفلاحة في بداية الموسم، إذ توقعت أن يتم تحقيق محصول في حدود 70 مليون قنطار، مقابل 115 مليون قنطار، التي تم تسجيلها الموسم الماضي. ودفع تأخر الأمطار هذه السنة وزارة الأوقاف إلى إعلان تنظيم صلاة الاستسقاء في مختلف مساجد المملكة، تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، وذلك يوم الجمعة المقبل ابتداء من الساعة العاشرة صباحا. وتباينت آراء الفلاحين، الذين استقت "اليوم24" آراءهم، فعبر أحد فلاحي منطقة الرماني، خالد بنسليمان، عن تخوفه من تداعيات ندرة التساقطات على الموسم الفلاحي، قائلا "لا يمكن أن ننتظر موسما جيدا هذه السنة حتى لو تساقطت الأمطار، لأنها تأخرت كثيرا، وحتى في المناطق التي تساقطت بكميات معتدلة في الأسابيع الماضية مثل الغرب، فلا يمكن أن نتحدث بخصوصها عن إمكانية إنقاذ الموسم". وأضاف "أن الوضع كارثي، ووزارة الفلاحة تكتفي بحثنا على أداء تأمين المخاطر، وهي مبالغ تتراوح بين 260 و395 درهما للهكتار، وكذا على تأمين القروض التي تسلمناها من القرض الفلاحي". ومقابل هذا التخوف، قال محمد إبراهيمي أحد مهنيي الحبوب بالشاوية، إن هناك أملا في إمكانية إنقاذ الموسم، مضيفا أن من شأن هطول الأمطار في الأيام المقبلة أن يبدد مخاوف الفلاحين، مع تأكيده على أن المساحات المزروعة سابقا، خصوصا تلك التي بدأت تنبت بذورها، تضررت من الجفاف وارتقاع درجة الحرارة، في حين أن المساحات التي لم تنبت لاتزال لها فرصة كبيرة، إذا ما هطلت الأمطار بكميات كافية". وشدد إبراهيمي بدوره على محدودية التعويضات، التي تسلم للفلاحين نظير التأمين على الجفاف، وقال إن المبالغ التي تسلم للفلاحين تتراوح بين 800 و1200 درهم، ولا تتناسب بالمطلق مع المصاريف التي يخصصها الفلاح لكل هكتار، ولهذا سيكون من الضروري إعادة النظر في مبالغ التعويضات". وفي تحليله للوضعية الحالية، قال محمد بلعوشي، خبير الأرصاد الجوية، "إن تأخر الأمطار مرده استمرار ضغط جوي مرتفع يغطي شمال إفريقيا ومساحات شاسعة من أوربا، ولهذا فكل الاضطرابات الجوية المطيرة تبقى حبيسة شمال المحيط الأطلسي وشمال أوربا، مضيفا أن توقعات مديرية الأرصاد تؤكد استمرار هذه الوضعية لأسبوع إضافي، ولهذا لا يمكن توقع تهاطل الأمطار، باستثناء تساقطات خفيفة في بعض المناطق الشمالية". وأضاف بلعوشي أن تأخر الأمطار ليس معناه أن السنة المطرية ستكون سيئة، مشددا على أن بعض الزراعات ستتضرر في الوقت الراهن، في حين أن الأمل لايزال أمام زراعات أخرى ستستفيد من الأمطار لاحقا.