مشاهد مؤلمة، تلك التي نشرتها مجموعة من المنابر الإعلامية الأوربية، يوم أمس الثلاثاء، لمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، تعرضوا لإصابات وكسور وجروح وإغماءات بسبب الأسلاك الشائكة الحادة، التي تضعها السلطات المغربية والإسبانية، على طول السياجات الحدودية التي تفصل المدينةالمحتلةسبتة، عن الداخل المغربي. الفيديوهات والصور، التي انتشرت، على نطاق واسع، تبين حوالي 40 مهاجر غير شرعيا، تعرضوا لإصابات متفاوتة الخطورة، من أصل أكثر من 232 مهاجر تمكنوا يوم صباح أمس الاثنين، من اقتحام السياجات الحديدية التي تفصل سبتة عن الداخل المغربي من جهة سيدي براهيم ومنطقة "فينكا بيروكال". وتشير مصادر من سبتة، أنه تم نقل حوالي 38 من المصابين إلى المستشفى الجامعي بالمدينة لتقديم الإسعافات الضرورية لهم، خاصة الذين أصيبوا بجروح غائرة وكسور. مصادر مغربية وإسبانية، أشارت إلى أن نحو 400 مهاجر غير شرعي من ساحل العاج ومالي وبوركينافاسو (…) استغلوا انشغال كل الأجهزة الأمنية بالمغربية بمراقبة الاحتجاجات الشعبية التي عرفتها أكثر من 20 مدينة، لا سيما في الشمال، من القيام بعملية الاقتحام، والتي ترى نفس المصادر أنها "ناجح بامتياز". وقالت مصادر إسبانية، ان هذا الاقتحام، يعد أكبر عملية اقتحام منذ 29 شتنبر 2005. مصادر إسبانية أكدت أيضا، انه خلال لحظة الاقتحام، لم تكن قوات التدخل السريع، ترابط في منطقة بليونش وسيدي برهيم في الشريط الحدودي مع سبتة. بدورها، أشارت المنظمة الحقوقية الإسبانية " Caminando Fronteras " أن عدد المهاجرين الذين دخلوا إلى سبتة يمكن أن يتجاوز 232، لاسيما وأن الكثير من المصابين رفضوا الذهاب إلى المستشفى واختفوا بين شوارع المدينة، خوفا من توقيفهم من قبل الأمن الإسباني وتسليمهم للسلطات الإسبانية في إطار ما يسمى "الإعادة الفورية". وأضافت، أنه من بين المهاجرين المصابين يوجد قاصرين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و17 ربيعا. من جهته، أكد محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، ل"أخبار اليوم" أنه تم تسجيل في الجانب الآخر للسياج إصابات متفاوتة الخطورة. وأَضاف ان "الحدث المأساوي وانتشار صور المهاجرين النتحدرين من دول جنوب الصحراء بتلك الفظاعة، غير انساني بالمرة". محمد بنعيسي أشار إلى انه "من المفروض على اسبانيا ومن وراءه الاتحاد الاوروبي البحث عن حلول اخرى لوقف الظاهرة عوض تلك الاسلاك التي تحيط بالمدينتين المحتلتين". هذا، وأوضحت أرقام سربتها الأجهزة الأمنية الإسبانية، أن عدد المهاجرين غير النظاميين الذين تمكنوا من دخول سبتة في الأشهر ال10 الأولى للسنة الجارية عبر المغرب ارتفع ليصل إلى 1000 مهاجرا (118 في يناير و80 في فبراير و156 في مارس و167 في أبريل و58 في ماي و118 في يونيو و96 في يوليوز و232 في اكتوبر)، مقارنة مع مقارنة مع 756 الذي دخلوها سنة 2015.