كشفت مصادر مطلعة ل"أخبار اليوم" أن الحدود الفاصلة بين مدينة سبتةالمحتلة والداخل المغربي، خاصة منطقة بليونش، تعيش، منذ يوم الجمعة الماضي، استنفارا أمنيا كبيرا، مما تطلب المزيد من التعزيزات الأمنية، سواء من طرف السلطات المغربية، (إقامة المزيد من الحواجز الأمنية وتمشيط المنطقة)، أو الإسبانية، خوفا من محاولة اقتحام مئات المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء للسياجات الحدودية لسبتة. وأظهرت صور، تداولتها مجموعة من المنابر الإعلامية الإسبانية، أكثر من 10 عربات، وشاحنات تابعة للأمن الإسباني ترابط في الجانب الآخر لسياجات سبتة استعدادا لأي اقتحام مفاجئ. في هذا الصدد، علمت الجريدة من مصادرها الخاصة أن عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة تمكنت من إجهاض، صباح أمس السبت، محاولة حوالي 500 مهاجر سري من إفريقيا جنوب الصحراء اقتحام السياجات الحدودية، التي تفصل سبتة عن الداخل المغربي، وتوقيف بعض المهاجرين، علاوة على إصابة 50 مهاجرا قدمت لهم الإسعافات الأولية، فيما تم نقل 9 مهاجرين آخرين إلى مستشفى الحسن الثاني بمدينة الفنيدق بعد إصابتهم بكسور متفاوتة الخطورة. المصدر ذاته أوضح أن محاولة الاقتحام تمت انطلاقا من جهة بليونش، التي تحولت إلى "البوابة المفضلة" للمهاجرين هذ ا العام، نظرا إلى أنه يمكن ولوج سبتة عبرها برا، أو بحرا. محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، أكد ل"أخبار اليوم" أن "المحاولة الأخيرة لاقتحام سياجات سبتةالمحتلة من جهة بليونش تؤكد فشل المقاربة الأمنية، التي تعتمدها كل من إسبانيا والمغرب، حيث إن الرفع من الحواجز الأمنية، وتجييش المنطقة لن يكسر إرادة المهاجرين من دخول سبتة أو مليلية". وتوقع بنعيسى أن "يمارس المهاجرون ضغطا أكبر في المرحلة المقبلة بسبب بداية العد العكسي لموسم الصيف، وتغير الأحوال الجوية، وهو الضغط، حسبه، الذي قد يسبب كارثة أثناء محاولات الاقتحام، كما يمكن أن يخلف ضحايا، سواء في جانب المهاجرين أو الأمن". كما دعا بنعيسى أوربا وإسبانيا على وجه الخصوص إلى البحث عن "حلول جذرية في البلدان المصدرة للهجرة، لأن المقاربة الأمنية فشلت في وقف نزيف الهجرة في البحر المتوسط". وعلى صعيد متصل، كشفت، كذلك، صحيفة "الفاروديجتيال" أن عناصر القوات المساعدة المغربية منعت محاولة اقتحام من جهة بليونش نحو 500 مهاجر غير نظامي من إفريقيا جنوب الصحراء للسياج الحديدي، الفاصل بين سبتة والداخل المغربي. وأضافت الصحيفة ذاتها أنه لا أحد من المهاجرين ال500 تمكن من بلوغ سبتة، غير أنها، نقلا عن مصادر رسمية، لم تستبعد تكرار هذا النوع من محاولات الاقتحامات الجماعية. من جهتها، أشارت صحيفة "آ ب س" الإسبانية إلى أن السلطات الإسبانية أرسلت، نهاية هذا الأسبوع تعزيزات أمنية قدرت بعشرات العناصر الأمنية بعد محاولة 500 مهاجر اقتحام السياجات الحدودية لمدينة سبتة من جهة بليونش، مضيفة أن قوات الأمن المغربية كذلك عززت حضورها الأمني بالمنطقة، كما رصدت وجود العشرات من المهاجرين في المنطقة. وأوضحت أرقام، سربتها الأجهزة الأمنية الإسبانية، أن عدد المهاجرين غير النظاميين، الذين تمكنوا من دخول سبتة في الأشهر السبعة الأولى للسنة الجارية عبر المغرب، ارتفع ليصل إلى 800 مهاجر، (118 في يناير و80 في فبراير و156 في مارس و167 في أبريل، و58 في ماي، و118 في يونيو، و96 في يوليوز)، مقارنة مع 756 مهاجرا، الذين دخلوها عام 2015.