بعد المنع السابق لخدمة الاتصال عبر الأنترنت، والتي كلفت المغرب مبالغ مهمة كما سبق ونشرت ذلك "أخبار اليوم"، عادت الخدمة منذ أيام قليلة، إلا أن عددا كبيرا من مستعملي التطبيقات المغاربة، لم يكونوا سعداء بهذا الأمر بل اعتبروها تلاعبا بالمستهلك المغربي. حملات على مواقع التواصل الاجتماعي ربطت بين عودة الخدمة بالمغرب بقرب استضافة البلاد لمؤتمر الأممالمتحدة للمناخ "كوب 22" بمدينة مراكش بداية من يوم الثامن من نونبر القادم. الفيسبوكيون اعتبروا إعادة هذه الخدمة ضحك على الذقون، متسائلين، هل تبقى الخدمة حتى ما بعد عودة الأفواج المشاركة إلى بلدانها يوم 18 نونبر القادم. وقامت عدد من الصفحات النشيطة بتشارك نص موحد باللغتين العربية والإنجليزية جاء فيه: "رسالة إلى العالم، ليست لدينا تقنية "VOIP"، الآن التقنية متاحة لسبب وحيد، هو أنكم هنا، ليس لدينا عدد من الحقوق، ما يهمنا وقبل كل شيء هو حقوقنا، آخر شيء يخطر الآن على بالنا هو البيئة، نعتذر لكنها الحقيقة"، حيث انتشر النص بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل إيصال الرسالة إلى من يهمهم الأمر، فيما اعتبر ناشطون أن فتح الخدمة في هذا التوقيت لا يقل غرابة عن منع الأكياس البلاستيكية في الوقت الذي كانت فيه وزارة البيئة تستعد لاستقدام شحنة من الأزبال من إيطاليا، وهي القضية التي أثارت الجدل ووضعت وزيرة البيئة حكيمة الحيطي أمام موجة من الاحتجاجات الغاضبة. فيما ذهب فصيل ثالث إلى الجزم بأن إطلاق خدمة "VOIP" هو بالتأكيد بسبب مؤتمر المناخ وأنه سيتم قطعها مباشرة بعد ذلك، داعيا إلى مقاطعة شركات الاتصالات كما كان وحدث في عدد من الدول العربية أبرزها المملكة العربية والسعودية، وذلك انتقاما لكرامة المستهلك المغربي. بعد إطلاق الخدمة، خرج أمين رغيب، خبير المعلوميات وصاحب قناة "المحترف"، بدوره في فيديو على صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل شرح وجهة نظره في الأمر. كلام رغيب لم يختلف كثيرا عما قاله باقي نشطاء العالم الأزرق، حيث قال إن إعادة إطلاق الخدمة من طرف الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، جاء من أجل ضيوف المغرب في "الكوب 22″، لأن الأمر أصبح ضرورة قصوى، وهذا الحدث يشكل فرصة كبيرة للمغرب ويمكن ضمه إلى مناسبات "أكون أو لا أكون" بالنسبة للبلاد. وقال صاحب قناة المحترف إن هذه الخدمة تمت إتاحتها للشخصيات التي ستزور المغرب ما بين 8 و18 نونبر القادم وليس للمستهلك المغربي، مؤكدا أن ما سيحدث هو ببساطة إعادة إغلاق خاصية الاتصال المجاني بمجرد خروج آخر ضيف من مدينة مراكش محتضنة الحدث. ودعا رغيب متابعيه للتدوين على هاشتاغ "كوب 22" بكل اللغات التي يتقنونها، سواء كانت الفرنسية أو الإنجليزية أو الصينية أو الألمانية، وذلك من أجل إظهار الرسالة للعالم أجمع. واعتبر المتخصص المعلوماتي أن الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات تتعامل مع المستهلك المغربي كالحشرات، مضيفا أن هذا الحدث العالمي سيكون فرصة حقيقية من أجل إخبار العالم أجمع أنه تم قطع الخدمات لشهور طويلة وإعادتها للخدمة فقط إكراما للضيوف. وبعد الفيديو الذي تجاوز 100 ألف مشاهدة في أقل من 24 ساعة، نشر صاحب "قناة المحترف" مقالا على موقعه الرسمي نقلا عن موقع "ميديا 24" قال فيه، إنه تمت إقالة عز الدين المنتصر بالله، مدير الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، معتبرا ذلك أول مكاسب الحملة التي أطلقها.