فدوى الستوتي حالة صدمة وألم تخيم على بيت أسرة فقيرة من الرباط، بعد أن أقدم الابن البكر على حرق جسده من أجل "مقعد دراسي"! منذ بداية الموسم الدراسي الحالي، والتلميذ، يونس ناصر، 17 سنة، يحاول العودة إلى مقاعد الدراسة بعد طرده السنة الماضية، في الباكالوريا، حيث ضبط في حالة غش. وعلى الرغم من طلب الاستعطاف لإدارة المؤسسة قصد النظر في ملفه، وإعادته للقسم إلا أن صرخته بقيت بدون رد. بعد نفاذ صبره، وإحساسه ب"الحكرة"، واستفزاز المدير له أكثر من مرة، بعبارة "واخا تحرك راسك راك مغترجعش"، جعل السواد تغطي عينيه لدرجة أقدم على "احراق نفسه"، وفق رواية عائلته وشهود عيان. وفي محاولة أخيرة له، من أجل إكمال دراسته، اصطحب يونس والدته، صباح الاثنين، للقاء مدير المؤسسة، غيره أنه هذه المرة، أخذ معه مادة قابلة للاشتعال، دون علم والدته. وبعد رفض المدير بصفة نهائية، قبول استعطافه، وتكراره مرة أخرى في وجهه :"غا سير واخا معرت اشنو دير راك ممقبولش "، جعل التلميذ يرد بنبرة حادة "غنحرق راسي"، فكان رد المدير: "يلاه حرق منك عداد"، تقول العائلة. وعلى الطريقة البوعزيزية، أخرج يونس المادة القابلة للاشتعال من تحت قميصه، وسكبها على نفسه أمام دهشة تلاميذ مؤسسة عبد الله كنون، بالرباط واستسلم لألسنة اللهب0 وأثار هذا الحادث استهجان تلاميذ المؤسسة وجيرانه بحي "المحاريك"، الذين يشهدون ليونس، بطيب أخلاقه وحسن سلوكه مع عموم الناس، مما جعلهم ينظمون وقفة احتجاجية أمام باب المؤسسة، رافعين شعارات ضد الحكرة والظلم الذي طال يونس ويطول أبناءهم0 ويذكر أن التلميذ حاليا في مستشفى ابن رشد بالبيضاء، لإصابته بحروق خطيرة من الدرجة الثالثة في أماكن متفرقة من جسده.