بعد الجدل الذي أثاره مقال إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي دعا فيه إلى مصالحة تاريخية شجاعة مع الجميع، عاد زعيم "البام" مرة أخرى لنشر مقال جديد على الموقع الإلكتروني "هسبريس" بعنوان "استطرادات في حاجتنا إلى مصالحة تاريخية شجاعة". وعاد العماري للحديث عن المصالحة مرة اخرى قائلا "لنتعلم قيمة ورفعة مطلب المصالحة من تجارب وملاحم الأمم والشعوب، وأبطالها وقادتها الشجعان؛ من جذور الحكمة الإفريقية لنيلسون مانديلا، إلى التتويج الكولومبي بجائزة نوبل للسلام لسنة 2016، إلى افتتاح متحف التاريخ الإفريقي بجانب البيت الأبيض الأمريكي … ونجعل من نموذجنا المغربي في المصالحة الحقوقية محفزا لفتح أوراش المصالحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية والمجالية". وأضاف "الدعوة إلى المصالحة لا تنفصل عن الدعوة إلى إعمال الفكر وقراءة التاريخ والاعتبار بدروسه. وإذا كانت الحاجة إلى التفكير والعودة إلى التاريخ أمرا ضروريا في طبع الإنسان، وبها يتميز عن الحيوان، فإن الاضطرار إليها يكون أكثر إلحاحاً عندما تُطوق الجروحُ والمآسي حياةَ الإنسان وتحول وجودَه إلى جحيم. فعندما ننفتح على آفاق الفكر ونتعقب تقلبات التاريخ، يبزغ الضوء في دروب السياسة ونكتشف جدارتنا بمعاني إنسانيتنا ومعاصرتنا". العماري، اعتبر في مقاله الجديد أن مضامين مقاله حول المصالحة التاريخية له "عمق وطني وكوني"، الشيء الذي جعله يثير تحليلات وتعليقات وتفاعلا فوريا، مشيرا إلى أنه تلقى رسائل وتقدير من داخل الوطن وخارجه، بعد نشر المقال. مقابل ذلك، اعتبر العماري أن تعامل البعض مع مقاله تم بشكل "انفعالي ومتسرع يغلب عليه منطق الإسقاطات التي يعج بها المشهد السياسي والإعلامي ببلادنا"، مضيفا أن انفعالات البعض كانت جاهزة حتى قبل قراءة المقال، إذ تحاشت التدقيق الموضوعي في مفاصله، وخلصت إلى استنتاجات ذاتية لا يتضمن النص إشارات لها لا تصريحاً ولا تلميحاً"، في إشارة إلى ما اعتبره عدد من المتتبعين دعوة منه إلى المصالحة مع حزب العدالة والتنمية. العماري، حاول في مقاله أن يتنصل من وظيفته السياسية كأمين عام حزب سياسي، معتبرا أن "الدعوة إلى المصالحة لا تنفصل عن الدعوة إلى إعمال الفكر وقراءة التاريخ والاعتبار بدروسه". من جهة أخرى، دعا العماري "إلى فتح حوار هادئ ورصين وجامع بين المغاربة حول الموروث الديني المشترك، ونموذج الإسلام المغربي المتميز، وتنقيته من شوائب التكفير والدعوة إلى العنف والتطرف الدخيلة عليه، حتى نحمي أمننا الإنساني والروحي الثمين من شر المتربصين بهذا الوطن الآمن، ونعزز مكانتنا بين الأمم كنموذج حضاري متفرد يتأصل في كنف الاعتراف المتبادل والتعايش والتلاحم والسلم والأمان".