أعلن منتدى الكرامة لحقوق الانسان، في تقري أولي، حول سير الانتخابات التشريعية الاخيرة، عن تسجيل تجاوزات كبيرة، تتنوع بين رشاوى مالية وعينية، واستمالة بعض أعوان ورجال السلطة لأصوات الناخبين لفائدة مرشح معين، وخرق بعض أعضاء مكاتب التصويت لمبدأ الحياد المطلوب، وتجاوزات أخرى. تجاوزات يوم الاقتراع وأوضح التقرير، الذي قدمه منتدى الكرامة، صباح اليوم الاثنين بالرباط، أن ملاحظي العملية الانتخابية، الممثلين للمنتدى، سجلوا قيام بعض المكلفين بالتوجيه الذين يوجدون بمراكز التصويت باستمالة أصوات الناخبين لفائدة حزب معين. وسجل المنتدى حالات لتقديم بعض المرشحين رشاوى لبعض الناخبين. وأشار التقرير إلى أن أبرز الحالات المسجلة من قبل المنتدى كانت بجوار مركز تصويت بجماعة الساحل بالعرائش، وفي العيون، وفي هوارة التي سجل فيها ملاحظو الانتخابات التابعين للمنتدى أحد المرشحين يمكن بعض الناخبين من مبلغ مالي قيمته ثلاثة ملايين سنتيم من أجل التصويت عليه، وحدث الأمر نفسه في الرباط وسلا وفاس ومكناس والحسيمة ومدنا أخرى، وفق تقرير المنتدى. كما سجل التقرير الكثير من حالات توجيه بعض أعوان ورجال سلطة المواطنين إلى التصويت على حزب بعينه. ورصد مراقبو المنتدى حالات عدة كان يتم فيها التصويت بنسخ من البطاقة الوطنية وبطاقة راميد وبرخصة السياقة وبجواز السفر، وأحيانا بالإشعار فقط دون التأكد من هوية بعض المصوتين في بعض المكاتب، وعدم استعمال الحبر في بعض المكاتب، في مخالفة صريحة للقانون. وأكدت الهيئة الحقوقية إعراض بعض الناخبين عن التصويت، بسبب سوء المعاملة التي لقوها من قبل أعضاء من مكاتب التصويت، وبطء عملية التصويت بسبب استعمال معزل واحد رغم وجود معزلين ببعض مكتاب التصويت. ولاحظت ذات الهيئة أن بعض الناخبين اكتشفوا بعض الأوراق المعدة للتصويت وقد وضعت عليها علامات على رمز حزب معين، وذلك قبل استعمالها من طرف الناخب، وتم تسجبل 10 حالات من هذا النوع بمدينة القنيطرة وحدها. ولاحظ المراقبون أنه تم التوقيع على محاضر الفرز على بياض في بعض مكاتب التصويت. ولوحظ، فضلا عن ذلك، وجود معازل مكشوفة من جهة بعض ممثلي الأحزاب السياسية الذين كانوا بمكاتب التصويت من أجل المراقبة، كما أن بعض المعازل نصبت بطريقة مكشوفة من جهة نوافذ مفتوحة ببعض مكاتب التصويت. ووجد بعض الناخبين صعوبة في العثور على أسمائهم ضمن اللوائح الانتخابية، وتهاون بعض أعضاء مكاتب التصويت في البحث عن هذه الأسماء، مما دفع بعض الناخبين إلى الاعراض عن التصويت نهائيا. كما سجل التقرير ولوج أكثر من شخص لمعزل واحد من أجل اختيار الرمز الذي سيتم التصويت عليه، واستعمال قلم الرصاص في تثبيت نتائج الصويت على المحضر بدل القلم الجاف. كما امتنعت، يقول التقرير، بعض المكاتب المركزية عن تسليم محاضر إلى مراقبي الأحزاب، ووصول بعض محاضر التصويت الى بعض المكاتب المركزية في أظرفة غير مشمعة وأخرى مفتوحة، ونفس الشيء حصل في بعض المكاتب الاقليمية.
ايداع الترشيحات ولفت التقرير إلى أن الادارة انتهكت مبدأ تعميم ممارسة الحقوق المدنية والسياسية على المواطنين، التي تنص عليها القوانين الوطنية والمعاهدات الدولية، مستشهدا على ذلك بحالة منع حماد القباج من الترشح في دائرة جليز النخيل بعمالة مراكش، بقرار إداري من السلطات الاقليمية وبدون موانع قانونية وواضحة ودقيقة، يقول المصدر.
خروقات الحملة وأورد تقرير منتدى الكرامة أن السلطة المحلية عملت على تسجيل بعض المواطنين في اللوائح الانتخابية العامة من خارج النفوذ الترابي لبعض الدوائر الانتخابية، بدون احترام شرط طلب القيد المنصوص عليه في القانون ذي الصلة. وأشار نفس التقرير إلى أن هذه الملاحظات سجلها مراقبو المنتدى أساسا بجماعة بني بوعياش بالحسمية. واعتبر المنتدى أن تعقيد مسطرة التسجيل الالكتروني في اللوائح الانتخابية العامة فوت الفرصة على فئة كبيرة من مستعملي هذه الشبكة من التسجيل، خاصة في صفوف الشباب، مما ساهم، حسب المنتدى، في تخفيض نسبة المشاركة يوم الاقتراع. كما سجل المنتدى غياب لوائح التشطيبات على الموقع الرسمي الخاص بالانتخابات، الذي تديره وزارة الداخلية، خلافا لما ينص عليه القانون، وهو ما يمكن أن يؤثر سلبا على عملية مراجعة اللوائح الانتخابية الاخيرة، خاصة فيما يتعلق بالتحلي بدقة التحري اللازمة في التشطيبات غير القانونية، يضيف التقرير. وأكد التقرير أن الحملة الانتخابية شهدت استعمال رموز دينية واستغلال أماكن العبادة في الحملة الانتخابية من طرف بعض المرشحين، من قبيل الصلاة بلباس يحمل رمز حزب معين، أو بحث المصلين على التصويت لفائدة أحد الأحزاب بعد أداء فريضة الصلاة، في إشارة إلى الحالة المعروفة بإقليم تاونات، أو بتوزيع المنشورات الحزبية عقب صلاة الجمعة من طرف بعض مساعدي الحملة الانتخابية. ولفت المصدر إلى أن الحملة الانتخابية لبعض المرشحين عملت على تقديم النشيد الوطني ببعض المهرجانات الدعائية، وتم وضع علم وطني داخل أو فوق بعض الاماكن المعدة للدعاية الانتخابية، مشيرا إلى أن أهم الحالات المسجلة كانت في اقليم أسا ومراكش، من قبل أحد الأحزاب وانتقد التقرير استغلال أطفال في الحملات الانتخابية، عبر تشغيلهم بمقابل مادي في الحملة وتكليفهم بتوزيع المنشورات في الشوارع وداخل الفصول الدراسية، وأحيانا كان يتم تحريضهم على خلق الفوضى والتشويش على حملات مرشحين منافسين بالكثير من المدن. وسجلت الوثيقة استمرار لجوء بعض المرشحين لاستمالة الناخبين عبر استعمال عبارات تميزية وتحريضية ضد مرشحين منافسين.