من بين الشخصيات التي شملته مذكرات المحجوبي أحرضان، الزعيم الاتحادي المهدي بنبركة. وأبرز ما ذكر فيه هذا الأخير، هو قضية اغتيال المقاوم عباس المسعدي. أحرضان قال إن المهدي بنبركة كان صديقا «وكان يمكن أن يعطي للمغرب أكثر» قبل أن يروي في الجزء الأول من مذكراته واقعة طلب بنبركة منه التوسط لدى عباس المسعدي حتى لا يصفه مجددا ب»الخائن»، «توجهت إلى عباس وسألته ما مشكلتك مع المهدي فأجابني عباس بأنه بعد أن تم إطلاق سراحه توجه إلى المهدي من أجل مساعدته»، مضيفا أن المسعدي قال له «في المرة الأولى استقبلني ووعدني بأنه سيساعدني وفي المرة الثانية لما توجهت إلى بيته استقبلتني خادمة وأخبرتني بأن المهدي يقول لي إما أن أنصرف من باب البيت أو يطلب الشرطة». رواية يسارع ابن المهدي بنبركة المقيم حاليا في فرنسا، إلى نفيها واستنكارها. البشير بنبركة قال في اتصال أجرته معه « اليوم24»، إن ما رواه أحرضان عن مجيء المسعدي إلى بيت والده وتكليف هذا الأخير خادمته للقيام بطرده، «ليس من تقاليد المهدي ولا من تربية عائلته أن يطرد شخصا من بيته بهذه الطريقة، هذا غير ممكن نهائيا وبالتالي أسجل تحفظاتي الكبيرة على هذه الرواية». وعن التطوّر الجديد في حديث أحرضان حول هوية قاتل عباس المسعدي، وقوله إن الفاعل مازال حيا يرزق و»يوجد بيننا»، قال البشير بنبركة الذي كانت بعض الأصوات تتهم والده بتنفيذ هذا الاغتيال؛ إن الأمر يهم المؤرخين، «وبالتأكيد أنا أنفي مسؤولية المهدي في ذلك الحادث، وهاهو اليوم واحد من الشهود على تلك المرحلة، المحجوبي احرضان، يقول بأن القاتل مازال حيا وهو ما يعني نفي التهمة عن والدي، وحسنا فعل لأن هذا واجبه أمام التاريخ، وعلى المؤرخين أن يعملوا على فك أسرار هذه المرحلة». البشير بنبركة عاد ليجيب عن سؤال ل»اليوم24» حول ما إن كان ينفي وجود عداوة بين والده وبين المقاوم عباس المسعدي، وقال إن «هذه العلاقة أيضا هي شأن المؤرخين، وتحتاج إلى شهادات عدة أطراف أخرى مازالت موجودة، وكل ما يمكنني تأكيده حول هذه العلاقة، هو أن المهدي بنبركة تعرّف على عباس المسعدي لأول مرة حين قام بزيارة وحدات جيش التحرير في الريف، وكان حينها يعمل على توحيد فصائل المقاومة، وفي هذا السياق التقى الرجلان».