التقى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس السبت في مدينة هانغتشو الصينية، على هامش مشاركتهما في قمة مجموعة العشرين، المزمع أن تنطلق اليوم الأحد، ولمدة يومين، بمشاركة 20 دولة. واستغرق اللقاء المغلق قرابة ساعتين، وحضره عن الجانب التركي كل من، نائب رئيس الوزراء، محمد شيمشك، ووزراء الخارجية، مولود جاويش أوغلو، والاقتصاد، نهاد زيبكجي، والطاقة والموارد الطبيعية، براءت البيرق، فضلاً عن رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية هاقان فيدان. وحول حضور هاقان في الاجتماع، ذكر موقع "روسيا اليوم"، أن بوتين مازح أردوغان قائلاً له "إذا كان رئيس الاستخبارات متواجداً، فليس هناك شيء لنتحدث به، من المؤكد أنه أبلغك بكلّ شيء". بحسب ما جاء في الفيديو، الذي بثته قناة روسيا اليوم. وفي تصريحات صحفية، قبيل اللقاء، قال أردوغان "هذا اللقاء فرصة لتناول الكثير من القضايا المهمة سواء كانت إقليمية، أو سياسية، أو اقتصادية، إلى جانب إعادة تناول ما سبق أن تناولناه من ملفات (لم يحددها) خلال مباحثاتنا في مدينة سانت بطرسبرغ (خلال زيارته الأخيرة لروسيا في غشت الماضي)". وتطرّق أردوغان إلى استئناف الرحلات غير المنتظمة "شارتر" من روسيا إلى تركيا، أمس الجمعة، ووجود لقاءات مع الجانب الروسي حول مسائل الطاقة، مضيفاً "أعتقد أن الخطوات التي سنتخذها في هذا السياق (مجال الطاقة) ستعزز العملية (تطبيع العلاقات) بشكل كبير". من جهته رحّب بوتين، بعودة الحياة السياسية داخل تركيا إلى طبيعتها، بعد المحاولة الانقلابية التي شهدتها البلاد، منتصف يوليو الماضي، قائلاً "ندرك صعوبة المرحلة التي تمر بها أنقرة وجهودها في الحرب ضد الإرهاب والتهديدات الأخرى (لم يحددها)". وأضاف في ذات السياق، "هناك إنجازات حول مسألة إعادة الوضع في تركيا إلى سابق عهده، وسنكون قادرين بشكل أسرع على المضي قدماً نحو المستقبل، بعد عودة الوضع إلى طبيعته بشكل تام". وتابع :"يسعدني بحث مدى تنفيذ الاتفاق الذي توصلنا إليه خلال زيارتك (أردوغان) إلى سانت بطرسبرغ". وأشار بوتين إلى استقبال تركيا السياح الروس بحفاوة (بعد استئناف رحلات الشارتر أول أمس)، مضيفاً "ينبغي علينا العمل كثيراً من أجل إعادة علاقاتنا بكشل متكامل. وسنتحدث عن ذلك اليوم (خلال اللقاء)". واستؤنفت رحلات ال"شارتر" من روسيا إلى تركيا، أمس، بعد تعليقها منذ مطلع دجنبر 2015، على خلفية إسقاط مقاتلتين تركيتين من طراز "إف – 16″، لمقاتلة روسية من طراز "سوخوي – 24″، في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، إثر انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوب). وعلى خلفية الحادث، شهدت العلاقات بين أنقرة وموسكو توتراً، وأعلنت رئاسة هيئة الأركان الروسية، قطع علاقاتها العسكرية مع أنقرة، إلى جانب فرض روسيا قيوداً على البضائع التركية المصدّرة إليها، وحظراً على بيع الرحلات السياحية والطائرات المستأجرة المتجهة إلى تركيا. وبدأت بوادر تطبيع العلاقات التركية الروسية، عقب إرسال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة إلى نظيره الروسي، فلاديمير بوتين منتصف يونيو الماضي، أعرب فيها عن حزنه حيال إسقاط الطائرة، وتعاطفه مع أسرة الطيار القتيل. وفي 9 غشت أجرى أردوغان، زيارة رسمية لروسيا، التقى خلالها نظيره الروسي، وبحثا، عدة ملفات من بينها سبل استئناف رحلات ال"شارتر".