أخنوش يلاقي الوزيرة الأولى بالكونغو    بنسعيد: "تيك توك" توافق على فتح حوار بخصوص المحتوى مع المغرب    حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري ترومان" في عرض ساحل الحسيمة (صور)    والي بنك المغرب يؤكد على أهمية الاستقرار المالي في إفريقيا        هيئة حقوقية تنادي بحماية النساء البائعات في الفضاءات العامة    تخريب يوقف عمالا زراعيين باشتوكة‬    دراسة: سوق العمل في ألمانيا يحتاج إلى المزيد من المهاجرين    أساتذة اللغة الأمازيغية يضربون ضد تهميش "تيفيناغ" بالمدارس العمومية    إسرائيل تصعد عدوانها على لبنان قبل اتفاق محتمل لوقف النار    وفاة أكبر رجل معمر في العالم عن 112 عاما    "نعطيو الكلمة للطفل" شعار احتفالية بوزان باليوم العالمي للطفل    لحظة ملكية دافئة في شوارع باريس    الجنائية الدولية :نعم ثم نعم … ولكن! 1 القرار تتويج تاريخي ل15 سنة من الترافع القانوني الفلسطيني    النظام العسكري الجزائري أصبح يشكل خطرا على منطقة شمال إفريقيا    سعد لمجرد يصدر أغنيته الهندية الجديدة «هوما دول»    الاعتداء على مدير مستشفى سانية الرمل بالسلاح الأبيض        توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    دين الخزينة يبلغ 1.071,5 مليار درهم بارتفاع 7,2 في المائة    المغرب جزء منها.. زعيم المعارضة بإسرائيل يعرض خطته لإنهاء الحرب في غزة ولبنان    معاملات "الفوسفاط" 69 مليار درهم    النقابة الوطنية للإعلام والصحافة … يستنكر بشدة مخطط الإجهاز والترامي على قطاع الصحافة الرياضية    المغرب التطواني يندد ب"الإساءة" إلى اتحاد طنجة بعد مباراة الديربي    الجزائر و "الريف المغربي" خطوة استفزازية أم تكتيك دفاعي؟    في حلقة اليوم من برنامج "مدارات" : عبد المجيد بن جلون : رائد الأدب القصصي والسيرة الروائية في الثقافة المغربية الحديثة    التوفيق: قلت لوزير الداخلية الفرنسي إننا "علمانيون" والمغرب دائما مع الاعتدال والحرية    نزاع بالمحطة الطرقية بابن جرير ينتهي باعتقال 6 أشخاص بينهم قاصر    الجديدة مهرجان دكالة في دورته 16 يحتفي بالثقافة الفرنسية    توقيف ستة أشخاص في قضية تتعلق بالضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض ببن جرير    اللحوم المستوردة تُحدث تراجعا طفيفا على الأسعار    توهج مغربي في منافسة كأس محمد السادس الدولية للجيت سكي بأكادير    مسرح البدوي يواصل جولته بمسرحية "في انتظار القطار"    شيرين اللجمي تطلق أولى أغانيها باللهجة المغربية    برقية شكر من الملك محمد السادس إلى رئيس بنما على إثر قرار بلاده بخصوص القضية الوطنية الأولى للمملكة    اتحاد طنجة يكشف عن مداخيل مباراة "ديربي الشمال"    القنيطرة.. تعزيز الخدمات الشرطية بإحداث قاعة للقيادة والتنسيق من الجيل الجديد (صور)        الأمم المتحدة.. انتخاب هلال رئيسا للمؤتمر السادس لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط    غوارديولا قبل مواجهة فينورد: "أنا لا أستسلم ولدي شعور أننا سنحقق نتيجة إيجابية"    مواجهة مغربية بين الرجاء والجيش الملكي في دور مجموعات دوري أبطال أفريقيا    حوار مع جني : لقاء !    عبد اللطيف حموشي يبحث مع المديرة العامة لأمن الدولة البلجيكية التعاون الأمني المشترك    المناظرة الوطنية الثانية للفنون التشكيلية والبصرية تبلور أهدافها    الدولار يرتفع بعد تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا والصين    تزايد معدلات اكتئاب ما بعد الولادة بالولايات المتحدة خلال العقد الماضي    ملتقى النقل السياحي بمراكش نحو رؤية جديدة لتعزيز التنمية المستدامة والابتكار    إطلاق شراكة استراتيجية بين البريد بنك وGuichet.com    صقر الصحراء.. طائرة مغربية بدون طيار تعيد رسم ملامح الصناعة الدفاعية الوطنية    الرباط.. انطلاق الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية    منظمة الصحة: التعرض للضوضاء يصيب الإنسان بأمراض مزمنة    تدابير للتخلص من الرطوبة في السيارة خلال فصل الشتاء    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة        لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحجام يتحدث عن بنكيران و«البيجيدي» والفن والجرأة والتكفير
نشر في اليوم 24 يوم 11 - 01 - 2014

الفنان الشاب وعضو مجلس النواب عن حزب العدالة والتنمية، ياسين أحجام، يقول كل شيء، في هذا الحوار
عن السياسة والفن وعلاقة ذلك بانتمائه إلى حزب إسلامي يقود الحكومة. كما يدلي برأيه في عبد الإله بنكيران وتميزه عن باقي الوزراء الأولين السابقين، فضلا عن اشتغاله على مشروع قانون يعيد النظر في قانون الفنان لسنة 2003...

{‬ ماذا غيرت فيك السياسة، وأنت الفنان، بعد أكثر من عامين؟
لم تغير في السياسة كفنان شيئا، لكن أضيفت إلي خبرة سياسية أغنت مساري. لأن التجربة البرلمانية ليست شيئا سهلا، وسيكون لها بالطبع تأثير مستقبلي في المجال المهني والمجال الأكاديمي، خاصة أني عدت إلى مقاعد الدراسة وأحضر «الماستر».

{‬ وهل وجدت الوقت للدراسة ما بين مهمتك كبرلماني وممثل؟
(ضاحكا) بصعوبة كبيرة، وذلك على حساب واجباتي تجاه أسرتي الصغيرة وأسرتي الكبيرة، وأعتذر لوالدي في هذا السياق. لكن الحمد لله هناك تفهم من كلتا الأسرتين.

{‬ بعد هذه التجربة السياسية، في أي جلباب كنت مرتاحا أكثر، جلباب الفنان أم السياسي؟
لا أحد يلغي الآخر، وممارسة السياسة لا تلغي الصفة أو الهوية الأولى، وأنا هويتي هي الفنان، والسياسة هي مهمة مضافة، يتوجب علي القيام بها تبعا لأهدافي المسطرة.

{‬ هل لدينا ممارسة سياسية حقيقية في المغرب؟
للأسف لا. ما بعد دستور 2011 كانت هناك فرصة لنعطي للمواطن المغربي نموذج ممارسة سياسية محترمة، تشمل جانب النزاهة والأخلاق واحترام الاختلاف والتعدد وعدد من الأشياء المماثلة، التي أكد عليها الملك، وأيضا لنرتقي بمستوى النقاش...

{‬ لكن هل تحقق شيء من هذا؟
لم يتحقق بعد للأسف، لأن السياسيين يستمرون في الدخول في تطاحنات غير مجدية وصراعات فيها شخصنة وتصفية حسابات، تعتمد إقصاء الآخر، المختلفة مرجعيته عن إيديولوجيتي والبعيد عن حزبي. وكلها أمور أبتعد عنها لأن الصواب بالنسبة إلي هو الحوار والحفاظ على علاقات طيبة مهما كان الاختلاف كبيرا، لأن هذا الأخير يمثل غنى بالنسبة إلي.

{‬ قلت في تصريح سابق إنك معجب بصدق وتلقائية رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الكبيرة، ألا ترى أن هذه الصفات لا تخدم صورة السياسي المحنك المفروض توفرها في رئيس الحكومة؟
الصورة التي خلقها بنكيران بعد تولّيه منصب رئاسة الحكومة بلغته البسيطة، التي لا تكون دائما بسيطة تبعا للمنبر الذي يتحدث منه، ويتجلى ذلك في حديث إلى منابر أجنبية التي يستعمل فيها لغة من مستوى عال وعالمة، تلك الصورة مردها إلى محاولته تقريب السياسة من كل الفئات. بنكيران نجح في إنزال صفة رئيس الوزراء أو رئيس الحكومة من برجه العاجي والمتعالي. وبنكيران يبقى شخصية عمومية تختلف حولها الآراء وبالنسبة إلي أحترمه وأقدره كشخص وكرجل سياسة وأرى أنه استطاع أن يثبت أنه رجل دولة، وكما كان يجيد آليات المعارضة استطاع أن يتفوق في الأغلبية.

{‬ بخصوص موضوع آخر، ما رأيك في الموجة التكفيرية التي تشهدها الساحة المغربية؟
التكفير هذه الظاهرة المستوردة هي هجينة جدا، ولا تعبر عن أصالة المغاربة واعتدالهم. والإسلام كما عرفناه عبر التاريخ، يضمن الاحترام للآخر ويحث على التسامح. فبأي حق نكفر الآخر (فئة معينة، حزب معين، فنان)؟ التكفير، مهما كانت دوافعه، هو دعوة إلى إثارة الفتن وتحريض على الحقد والكراهية داخل المجتمع. وأنا مع تجريم التكفير، لأن التكفير يولد العنف.

{‬ طيب، ما دمت ضد التكفير، هل يمكن أن تتقدموا كحزب العدالة والتنمية بمشروع قانون يجرمه؟
طبعا، نحن مدعوون في البرلمان إلى التفكير في تشريع قوانين تجرم التكفير، وهذا متوفر ضمنيا، ما ينقصنا هو التصريح به.

{‬ نعود إلى أحجام الفنان، أنت الآن بصدد تصوير شريط تلفزيوني جديد، الملاحظ أن أعمالك التلفزيونية أكثر من أعمالك السينمائية، هل يمكن أن نقول إن الأمر لا يتعلق باختيار بقدر ما يخضع للعروض التي تتلقاها؟
صحيح، هذا هو الواقع. عروض التلفزيون كانت أقوى بكثير، وتبعا لذلك ذهبت في هذا الاتجاه. لكن هذا لا يمنع أن أقول إنه بالإضافة إلى أربعة أفلام سينمائية مطولة وستة أفلام سينمائية قصيرة، عُرضت علي أفلام سينمائية عديدة، لكنني لم أقبلها تبعا لأني غير مقتنع بطبيعة المواضيع التي تطرحها والدور الذي سأطل به على جمهوري من خلالها. كما أني سأصور فيلما سينمائيا جديدا قريبا.

مع من هذا الفيلم؟ وهل هناك جديد آخر غيره؟
إلى جانب الفيلم التلفزيوني الذي أصوره الآن مع محمد آشاور، أحضر لفيلم سينمائي جديد اقترحه علي الممثل العالمي محمد قيسي الذي سيخوض تجربة الإخراج لأول مرة. وهناك مسلسل آخر سيخرجه إبراهيم الشكيري.

{‬ قلت إنك لم تقتنع ببعض الأدوار، ما طبيعتها هذه الشخصيات التي طرحت عليك لتتقمصها؟
السينما المغربية اتجهت في مرحلة ما إلى اختيار مواضيع من طبيعة معينة، ولغة معينة، معتمدة جرأة كبيرة تخص الجسد وجرأة في الكلام. وهذا ليس الاتجاه الذي يمكنني أن أمضي فيه. وهذا لا يعني أنني غير منفتح على أدوار جديدة، أو بنظرة أخلاقية. لكن الأمر يتعلق فقط باختيار ممثل، بدأ مشواره مع جمهوره بأسلوب معين يريد الوفاء به والاستمرار عليه.
أيضا فقد عرضت علي أفلام سينمائية لم أستطع الاشتغال فيها لأنها تزامنت مع انشغالي بتصوير مسلسلات متوالية، انخرطت في تصويرها لمدة تصل الخمسة أشهر أو أكثر في كل عمل، فكان وقتي ضيقا جدا.

{‬ هل يمكن أن نقول أن انتماءك السياسي، وتحديدا إلى حزب إسلامي، له علاقة برفضك هذه الأدوار؟
لا، لا علاقة لانتمائي السياسي باختياراتي الفنية نهائيا. وهذا اختيار كان سابقا عن التحاقي بالحزب. وهناك أمر آخر أود الإشارة إليه، في المغرب لا وجود لصناعة سينمائية احترافية، وليس لدينا نظام النجوم، وبالتالي لا نملك سينما خاصة بالنجوم، حتى يكون هناك تهافت على السينما، وإنما فقط سينما مرتبطة بسينما المؤلف، وهي سينما لا تعرف إقبالا جماهيريا كبيرا، والمخرج فيها لا يعتمد على فكرة النجم لجلب الجمهور، لأنه أساسا مدعم، لا يؤرقه هاجس شباك التذاكر والربح. سينما المغرب تختلف عن باقي سينما العالم، لدينا شركات إنتاج تنتج أفلاما تحت طلب المركز السينمائي المغربي.
بالمناسبة، أحب أن أشيد بفيلم «الطريق إلى كابول» الذي كانت له قيمة نوعية، واستطاع أن يخاطب الجمهور وينجح.

{‬ ألا تعتقد أن رفضك المشاركة في هذه الأفلام لجرأتها من شأنه حرمانك من أدوار جديدة تغني رصيدك الفني، ومن شأنها إخراجك من دائرة ما يمكن أن نصطلح عليه، إن صح التعبير، بالفنان المحافظ وتزيد من شهرتك؟
أنا لست فنانا محافظا.

{‬ لكن انتماءك السياسي يمكنه أن يعطيك هذه الصفة؟
لا أبدا، أثناء انتمائي السياسي شاركت في جزأين من «بنات لالة منانة» وفي مسلسل «دارت الأيام» وفي أفلام تلفزيونية بأدوار مختلفة وبطريقة عادية...

{‬ أنا أقصد أدوار جريئة أكثر اختلافا؟
إذا كان السيناريو متقنا وجيدا وفيه حبكة معينة، يمكنني أن أقدم دورا جريئا، لكن بجرأة معينة.

{‬ إلى أي حد يمكن أن تصل هذه الجرأة؟
(ضاحكا) لا يمكنني أن أدخل في مزيد من التفاصيل.

{‬ لكن أنت من تحدثت عن أنواع الجرأة؟
صحيح، لكن هذه المسألة تحكمها اختيارات شخصية فنية محضة ونوعية الفيلم والسيناريو وعدد من الأشياء التي لا علاقة لها بانتمائي السياسي، الأمر يتعلق بماذا أريد بصم مساري الفني.

{‬ بخصوص مشاركتك في أعمال عربية، هل هناك جديد؟
توقفي عن المشاركة في أعمال عربية مؤخرا ناتج عن كون السوريين توقفوا عن الإنتاج، فأعمالي بالأساس كانت مع السوريين، الذين تربطني بهم علاقة جيدة؛ إذ كانت تتم المناداة علي كل سنة، وكنت أشارك وأعتذر في حال كانت لدي ارتباطات بأعمال مغربية. لكن الأوضاع الآن تغيرت، بسبب الحالة المأساوية التي تعيشها سوريا. السوريون هم من كان لديهم ذلك الهاجس العربي بإشراك مختلف الجنسيات.

{‬ حسنا، أنت الآن في موقع السياسي بعد الفنان، لم لا تقدم شيئا في هذا الصدد؟
طرحت الموضوع مرارا وتكرارا في البرلمان وفي لجنة الثقافة والاتصال وأمام وزير الثقافة ووزير الاتصال. ففي مناقشة قانون المالية كنت البرلماني الوحيد الذي دعا بشدة إلى تحرير المجال السمعي البصري. وهذا هو المشكل الأساسي في المغرب، فالدولة هي المتحكمة في المجال الإعلامي والدرامي، وهي المنتجة الوحيدة للعمل الدرامي. وشخصيا لست أدري لم الدولة ما تزال متخوفة من مجال تحرير السمعي البصري، مع أنه بإمكانها ذلك وربطه بدفاتر تحملات معينة، ومنح الفرصة أمام مشاريع إعلامية خاصة من شأنها المساهمة في إغناء الساحة. وإذا أخذنا مثالا للدول التي نجحت في هذا، نجد تركيا التي تملك 200 قناة خاصة وقناتين عموميتين فقط، بخلاف ما لدى المغرب الذي يملك جمهورا واسعا، من الممكن استثماره في تنويع الإنتاج لينتعش العمل الدرامي.

{‬ وماذا قدمت، في مجال اشتغالك السياسي، إلى الفنان الذي دخلت البرلمان لتدافع عنه، غير هذا؟
أنا لست جهازا تنفيذيا حتى أتخذ قرارات، أنا أقوم بواجبي كنائب برلماني، وفي هذا السياق أنا أشتغل على قانون للفنان، وسأقترحه قريبا في البرلمان، هو باكورة لمجموعة من النقاشات مع المهنيين، وهو الآن جاهز تقريبا.

{‬ ماذا يخص تحديدا؟
يخص تعديل قانون الفنان الذي صدر في 17 يوليوز 2003، الذي كان كمدخل أولي لتنظيم المهن الفنية في المغرب وقد كان مناسبا، لكنه كان فضفاضا ولا يحدد مجموعة من حقوق وواجبات الفنان. هذا القانون فصلنا فيه أكثر ومنحنا الفنان حقوقا أوسع. وحين سيكون جاهزا سأتحدث عنه أكثر.

{‬ ما أهم ما سيتضمنه هذا القانون؟
الفصل ما بين العائلات المهنية الفنية، فقد قمنا بدراسة لكل مهنة فنية على حدة وأوجدنا لها قانونا خاصا يؤطرها، وأضفنا شيئا آخر وهو جعل البطاقة الفنية إلزامية، وهو ما سيحل عددا من المشاكل وبينها أن تفرض على الدولة أن تشترط في كل المشاريع الفنية والثقافية أن يكون 70 في المائة من الذين سيستفيدون من دعمها متوفرون على البطاقة الفنية. يعني أن البطاقة الفنية الموجودة حاليا سنعطيها قوتها. لأن هناك الكثير من الذين يلجون التمثيل ولا يكملون فيه نحو الاحتراف، وحصول هؤلاء على البطاقة المهنية سيفرض عليهم الاحتراف، والاشتغال في إطار قانوني يمنحهم كافة حقوقهم.

{‬ لكن، هل في اعتقادك الفن في المغرب «كيعيّش»؟
الفن في المغرب هو اختيار، لا أحد مرغم على دخول هذا المجال. ومن يرى نفسه غير قادر على المنافسة في الميدان الفني ولا يربح منه عليه إيجاد مهنة أخرى. وغير هذا، فالفن لا يخضع لقانون تراكم المهام، فيمكنه للشخص أن يمارس مهنة أخرى ويكون فنانا في الآن نفسه، يبقى التحدي الوحيد هو القدرة على التوفيق بينهما.

{‬ في تصريح سابق لك، قلت إن السياسة هي أيضا تمثيل، هل تمارس التمثيل في السياسة؟
السياسة فيها جانب من التمثيل، لكنه جانب إيجابي، وأقصد من ذلك استخدام السياسي لآليات الممثل في إيصال رسائله، في ما يخص الصوت والإلقاء وحركاته وإحساسه. وهذه أمور يدرسها أو يتعلمها الممثل ويحتاجها الممثل مثلما يحتاجها السياسي ويسعى إلى تعلمها.
ويجب أن نعلم أن الممثل المحترف هو الشخص الوحيد الذي لا يمكنه أن يستعمل كفاءته في التمثيل في واقعه اليومي. لأن الصدق هو ما يسود في الحياة بشكل عام.

{‬ طيب علاقة بالصدق، هل صورتك أمام الجمهور هي انعكاس حقيقي لصورتك الخاصة؟
صورتي في الإعلام التي تؤخذ بلباس معين، والتي يكون الهدف خلفها جلب الإعلام لا تمثل صورتي الخاصة...

{‬ لا أتحدث عن ياسين أحجام شكلا، وإنما عنه ككل؟
الصورة التي أظهر بها أمام وسائل الإعلام هي جزء من حقيقتي. أما حقيقتي الكاملة، فهمي كوني شاب عادي جدا، أعيش حياتي بلا بروتوكولات.

{‬ تحدثت عن دعم الإعلام لك كفنان، ما مدى مساهمة الإعلام المغربي في صناعة نجوم مغاربة؟
الفنان بدون إعلام لا يمكنه الاشتغال والاستمرار، سواء المكتوب أو المسموع أو المرئي، كلها تكمل عمل الفنان الفني. كثير من الزملاء الفنانين لا يعيرون اهتماما لهذا الأمر، لكن في النهاية يكتشفون خطأ ذلك. لأن الإعلام هو من يقدم الفنان ويعرف الجمهور على جديده وأخباره وآرائه. وأنا، في بدايتي كوجه جديد، الصحافة المكتوبة هي التي قدمتني للجمهور أكثر.

{‬ قلت إن الإعلام هو ما يعرف الجمهور برأي الفنان، هل لرأي الفنان، تأثير في القرارات السياسية؟
أجل لذلك تأثيره. خاصة مؤخرا مع اتساع مساحة حرية التعبير، وجدنا عددا من الفنانين يدلون بدلوهم ويقدمون آراءهم في الوضع السياسي ويقيمون عمل الحكومة، والبرلمان، وبعض الأعمال الفنية تتناول شخصية الوزراء...

{‬ هل تتحدث عن الفنانين المغاربة؟
طبعا، إلى جانب الأحزاب والمجتمع المدني، أصبح للفنان المغربي دوره في التقدم الديمقراطي للمغرب.

{‬ في الأعمال التي تشتغل عليها من تثق به وتستشيره؟
زوجتي، وبعض أصدقائي، ياسين الزاوي (سينوغراف) وأنس العاقل، لكن الرأي الأخير يعود إلي في النهاية.

{‬ هل تعتبر نفسك نجما؟
لا، لأن مفهوم النجم هو مفهوم واسع، ولا يتدخل في بنائه شخص واحد. النجم يجب أن يكون وراءه طاقم كبير يدعمه، وشركة ترعاه، وماركات عالمية، وتكون لديه استراتيجية في الإعلام، وأشياء أخرى...

{‬ وأيضا أعمال كبيرة؟
طبعا أعمال كبيرة بمقابلات كبيرة. بالنسبة لي النجم «خاصّو يسني بالملايير»، هذا هو النجم الحقيقي. وما ذكرته يمثل معايير النجوم العالمية.

{‬ هل يمكن أن نتحدث عن فنانين نجوم في المغرب؟ وما المعايير التي يستند إليها فنان مغربي ليصنف نجما؟
ليس لدينا فنانون نجوم في المغرب، يمكن أن نتحدث عن مشاهير، عن فنانين محبوبين. أما النجومية فهي شيء آخر. الفنان في المغرب لا يقول عن نفسه نجما، الإعلام يطلق عليه هذا اللقب، ولا بأس في ذلك، لكن دون أن نتحدث عن نجم احترافي بالمعايير الدولية.

{‬ النجومية تعادل الشهرة ألا تطمح إليها؟
هدف كل فنان هو الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور، وهذا أمر طبيعي، وهذا الهدف أو الرغبة تتولد عنها الشهرة.

{‬ مؤخرا شاركت ضمن استفتاء لاختيار «دون جوان العرب»، إلى جانب نجوم عرب، ماذا يمثل لك ذلك؟
الحقيقة أني تفاجأت واندهشت (اندهاشا جميلا) من اختيار فنان مغربي للمشاركة، إلى جانب فنانين عرب نجوم، مثل أحمد عز وقصي الخولي وأحمد السقا، والوصول إلى المرحلة النهائية من بين 250 نجما عربيا.

{‬ هل كان اندهاشك من اختيارك أنت تحديدا أم لاختيار فنان مغربي؟
استغرابي كان تبعا لاختيار نجم مغربي، وقراءتي للأمر كانت بشكل إيجابي، فهذا الاختيار من بين نجوم عرب كبار تم إدراج أسمائهم في المسابقة يدل على أن الأعمال الفنية المغربية، السينما والدراما، صار لديها جمهور عربي، بمعنى أن النجم المغربي صار لديه جمهور عربي. وهذا أمر جديد.

{‬ ذكرت أسماء عربية كبيرة، كيف تصنف نفسك بينها؟ هل ترى أنك تحظى بالنجومية نفسها؟ أو تطمح لتحقيق النجومية التي يحظون بها أو أكثر؟
حصلت ضمن هذا الاستفتاء العربي على المرتبة الثالثة.

{‬ هذا بفضل وسامتك؟
أعتقد أنه بفضل الحضور الفني، وهذا هو الأهم. فلو لم أكن فنانا حاضرا لما تم اختياري. هناك مواصفات الوسامة لكن إلى جانب مواصفات الأعمال التي قدمت، وبينها أعمال عربية شاركت فيها، ويبقى الأهم بالنسبة إلي حضوري المكثف في أعمال درامية مغربية وهو ما جعلني أحظى بهذا التصنيف.

وهل تعتقد أن الأعمال الدرامية المغربية مُتابعة ومعروفة لدى باقي الدول العربية؟
المغرب ليست له استراتيجية خاصة بالدراما، لتصديرها إلى العالم العربي. لا توجد دراسات أو أبحاث في المجال لخلق جسور تواصل مع العالم العربي أو غيره، كما فعلت تركيا مثلا، التي اشتغلت على غزو درامي كبير ونجحت فيه، وخدم سياحتها وصورتها في النهاية. وقبلها سوريا التي قامت بنهضة كبيرة، قبل أن تدخل في مسلسل الدم والدمار الحالي، حيث كانت تمشي وفق خطة نافست من خلاله مصر، وهيأت لها الانتشار. وهذه الخطة أو الاستراتيجية هي ما نفتقد إليه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.