تعتبر الحكومة الحالية، إحدى أكثر الحكومات التي أثارت اهتمام الشارع المغربي بعدما كانت كل معلوماته عن السياسة معرفة أسماء عدد من الوزراء على اعتبار أنهم «مشاهير القوم». السبب وراء هذه الشهرة هو أن هذه الحكومة، وكما قال رئيسها عبد الإله بنكيران، جاءت من أجل احتواء غضب الشارع الراغب في الإصلاح بعدما شبت نار الربيع العربي في دول مجاورة. وبما أن أدوات التواصل الاجتماعي، خصوصا «الفايسبوك»، كانت عاملا أساسيا في هذه الثورات، فقد تعامل الوزراء الجدد بحذر، وأحيانا بألفة مع هذه الأداة رغبة منهم في كسب شعب «الفايسبوك» الممثل للغالبة العظمى لطبقة المتابعين للوضع. وزراء التفاعل الاجتماعي حزب العدالة والتنمية يعتبر أكثر حزب يولي أهمية لوسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يظهر جليا في صفحات الوزراء التابعين للمصباح، وبعد وزراء البيجيدي هناك وزراء التقدم والاشتراكية ثم التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية. عدد من وزراء «المصباح» يعتبرون وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة تلك الغرفة الفسيحة التي يستطيعون عبرها مخاطبة الناس بطريقة خالية من التكلف الرسمي، وذلك عبر الحديث عن مواضيع قد لا تكون لها علاقة مباشرة بالحقيبة الوزارية التي يحملونها. نجيب بوليف، الوزير المنتدب لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك المكلف بالنقل، يعد أكثر الوزراء تفاعلا مع متابعيه على صفحات التواصل الاجتماعي. بوليف صاحب الصفحة الموثقة رسميا من إدارة «الفايسبوك» والمتابعة من طرف حوالي 42 ألف شخص، اعتاد كل يوم ثلاثاء التدوين تحت عنوان «حديث الثلاثاء»، حيث يتحدث عن موضوع معين، ويتفاعل مع المعلقين بشكل مباشر، مثلما حدث حين انتقد المنتخب الوطني تحت قيادة بادو الزاكي وأداءه التقني الهزيل، مبررا ذلك بأنه مواطن مغربي له الحق في انتقاد اللاعبين الذين يمثلون الوطن. منذ مدة ليست بالطويلة، أخذ الوزير المكلف بالنقل توجها آخر، حيث بدأ يتحدث أساسا عن الأخلاق في الممارسة السياسية، عبر تدوينات تتحدث عن كيفية هذه الممارسة من جانب شرعي، أو من جانب سياسي محض، حيث وجه دعوة إلى جميع الفاعلين في الحقل الانتخابي في تدوينته بتاريخ أول أمس، من أجل الالتزام بقواعد اللعبة الديمقراطية قبل موعد السابع من أكتوبر. من جانبه، يحرص عزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك، على التواصل مع من يسميهم «الشباب الفاعل» بشكل خاص عبر صفحته على «الفايسبوك». الرباح بالإضافة إلى صفحته الرسمية المتابعة من طرف أكثر من 70 ألف شخص، حيث ينشر بعض تحركاته الوزارية وملاحظاته حول حصيلة الوزارة، يملك صفحة شخصية يصل عدد متابعيها إلى 53 ألف شخص، يستعملها للتعبير عن بعض مواقفه بخصوص التطورات التي تعرفها الساحة السياسية، حيث كان قد تطرق عبر هذه الصفحة إلى بعض الأخبار، من قبيل الشائعات الخاصة بحرب داخلية في حزب العدالة والتنمية بينه وبين عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، من أجل تزعم الحزب، معتبرا تلك الشائعات في تدوينة له تعبيرا عن «الغيرة» المشتعلة في قلوب المنافسين بسبب استقرار البيت الداخلي للمصباح. كما يوجه القيادي بحزب العدالة والتنمية، أكثر من مرة، رسائله إلى الشباب المغربي عموما، والشباب المنضوي تحت راية الحزب، كتدوينته الأخيرة الداعية إلى الالتزام بمخططات المؤسسات والثقة في طريقة عملها. فيسبوك لدواعٍ تسويقية غالبية وزراء حكومة عبد الإله بنكيران يستعملون وسيلة التواصل الاجتماعي «فايسبوك» من أجل دواعٍ تسويقية لحصيلة وزاراتهم، وتسليط الضوء على بعض تنقلاتهم سواء داخل المغرب أو خارجه. حكيمة الحيطي، وزير البيئة المثيرة للجدل، وبعد موضوع النفايات الإيطالية، بدأت أخيرا تستعمل صفحتها على «الفايسبوك» غير الشعبية بحوالي 13 ألف متابع، من أجل الحديث عن موضوع النفايات، عبر نشر عدة مواد صحافية أجنبية تتطرق إلى الموضوع، كمقال بأحد المواقع الفرنسية الذي قال إن تحليلا تم في فرنسا لهذه النفايات الآتية من إيطاليا، أثبت أنها لم تكن خطيرة على صحة المواطن المغربي. بالإضافة إلى ذلك، تبدي الوزيرة اهتماما كبيرا بموضوع المؤتمر العالمي للمناخ، المزمع إقامته بمدينة مراكش في شهر نونبر المقبل، حيث نشرت الحيطي بعض الصور والمقالات التابعة للحملة التسويقية لهذه القمة، والتي بدأت تغزو المساحات الإشهارية بالشوارع المغربية باللغات الثلاث، العربية، الأمازيغية والفرنسية. من جهته، يستعمل لحسن حداد، وزير السياحة، صفحته الرسمية ذات 92 ألف متابع في تسويق المنتجات السياحية المغربية، والتركيز على صور المدن المغربية، وبعض المناظر الخلابة والمشاريع السياحية المقامة من شمال المملكة إلى جنوبها، كما يهتم الوزير بشكل كبير بنقل تحركاته وبعض إنجازات وزارته، خصوصا في الفترة الحالية. كما يستغل حداد صفحته الفيسبوكية لنشر بعض التدوينات الخاصة، ونوع من الزجل باللغتين العربية والفرنسية، وأحيانا بعض الخواطر الصوفية. أما بالنسبة إلى بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، فصفحتها على «الفايسبوك» تنشر فيها حيثيات المشاريع التي تعرضها على البرلمان، فهي إما تشاطر متابعها فرحة خبر مشروع معين، أو تقاسمهم حسرة عدم القدرة على تمرير مشروع آخر. آخر التحركات الحزبية لممثلي التقدم والاشتراكية كان من خلال لقاء تواصلي مع سكان بولمان وصفرو، حيث نشرت صفحات الوزيرين الفيديوهات والصور والتغطيات نفسها لذلك اللقاء التواصلي مع ساكنة المنطقة.