منذ ثلاثة عشر سنة قال خبير بريطاني يسمى سيبستيان بلفور في الرباط، إن الدلائل الموجودة تثبت استعمال الغاز السام المحظور المسمى غاز "الابريت" في حرب الريف في العشرينيات من القرن الماضي والتي بقيت حربا شبه سرية، وفي نفس اليوم طالبت باحثة اسبانية تدعى "مارية روزا"، الدولة الاسبانية بالاعتراف الأخلاقي على الأقل بالجريمة المقترنة في حق سكان المنطقة.. أيها الإسبان المواطنون المنظمون المتحضرون جدا، يا من تنظرون إلينا على أننا "مورو"، يا شعب الكرة والنبيذ والموسيقى، هل ترضون لحرياتكم وديموقراطيتكم التي جاءت فوق نياشين دكتاتور، أن تموت فاطمة؟؟ أيها الإسبان الذين تتشبتون بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وبعدم تسليم مغتصب الأطفال في نفس الوقت، هل ترضون موت فاطمة بغازاتكم التي أطلقتم منذ ثمانين عاما؟؟ أيها الإسبان الذين تقفون أمام السبورة لتنقطوا لنا درجة في اختبار الديموقراطية وحقوق الإنسان، أيها الإسبان الذين جلستم تترقبون بذعر كبير سمكنا وبحارنا، هل يرضيكم موت فاطمة؟؟ إلى السيد "خافيير بارديم" الفنان العالمي لقد ماتت فاطمة.. إلى السيد "خوصي ماريا أثنار" لقد ماتت فاطمة، إلى الفنان العالمي الذي يحب الطنجية المراكشية "ألان دولون" لقد ماتت فاطمة، إلى كل مواطن اسباني أو فرنسي ينظر إلينا نظرة الاستعلاء، ويقول ينقصكم الكثير لتصبحوا دولة ديموقراطية.. فقط أخبركم، لقد ماتت فاطمة الطفلة ذات الأربعة عشر ربيعا أو خريفا لا أحد يدري، ماتت بنيرانكم ماتت بعنصريتكم، ماتت لأنكم صعدتم عاليا فوق سماءنا وأطلقتم علينا" فليطوكس" مثل ذباب مقيت.. أيها الملك، لقد ماتت فاطمة، قتلوها بغازات ممتدة في الزمان وفي المكان، في الوقت الذي تخيف الجزائرفرنسا بمليون شهيد، وتخرس إسرائيل كل العالم إذا شكك في المحرقة، فهل نصمت نحن عن الهولوكوست الريفي؟؟ ماتت فاطمة وفي قلبها سؤال البلاد التي بلد جعل من قتامة فصوله عنوانا، ومن الإهمال منتوجا وطنيا، مثل الفوسفاط، كما يقول صديق ساخر، ماتت فاطمة لان البلاد التي سقط فيها رأسها تصر على إسقاط الإنسانية والكرامة، من على جباه مواطنيها، ماتت فاطمة بعدما ضرب المرض الخبيث أنفها وضرب معه أنفتنا وكبرياءنا، القاتل ليس بعيدا ونحن سليبون أمامه، لا نملك إلا أن نكفن موتانا ونتباكى عليهم فالدمع مثل الذل وفير في بلادنا، فاطمة عروس مغربيتكم.