يبدو أن معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها المعتقلون الإسلاميون وراء القضبان منذ 11 نونبر 2013، قد دخلت مرحلتها الحرجة والصعبة، وبات ينذر بتطورات خطيرة حيث كشف بلاغ صدر، يوم الخميس، عن المكتب التنفيذي للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، أن إدارة سجن بوركايز بفاس قد نقلت الشيخ أبي معاذ نور الدين نفيعة وطارق اليحياوي للمرة الثالثة على التوالي إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني، آخرها زوال يوم الاثنين من الأسبوع الجاري، في حالة خطيرة جدا، فيما ساءت حالة المعتقل الإسلامي يوسف تباعي بسجن المحمدية والذي نقل هو الآخر للمستشفى بعدما تجاوز إضرابه المفتوح 57 يوما. وعلمت «اليوم24» من مصدر مطلع، أن عددا من المعتقلين السلفيين بسجون القنيطرة وتطوان والجديدة وآسفي وبنسليمان، نفذوا يوم الخميس إضرابا إنذاريا عن الطعام انتهى منتصف يوم الجمعة، تضامنا مع رفاقهم، كما لوحوا بالتحاقهم بالإضراب عن الطعام المفتوح بسجون فاس ومكناس والمحمدية . وقال عبد الرحيم غزالي، المسئول الإعلامي وعضو المكتب التنفيذي للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، في اتصال هاتفي أجرته معه « اليوم24»، أن « الحالة الصحية لمعتقلينا المضربين عن الطعام والبالغ عددهم 27 مضربا، 22 منهم بسجن بوركايز بفاس، و 4 بسجن «تولال 1» بمكناس، ومضرب واحد بسجن المحمدية، (حالتهم) حرجة تدعو إلى القلق، بعد أن انخفضت أوزانهم بحوالي 27 كيلو غراما إلى حدود يوم 12-12-2013، حيث باتوا يشعرون بدوار مستمر وألم على مستوى الكلي، كما امتنعوا عن قياس الضغط والأوزان». وأضاف،» لكن تبقى حالة الشيخ أبي معاذ نور الدين نفيعة، الأكثر خطورة، بعد أن امتنع عن تناول الأدوية على إثر تعرضه لمضاعفات خطيرة على مستوى القلب، حيث مازلن حتى الساعة نجهل مصيره، وكذا المستشفى الذي يتلقى فيه العلاج، بعد أن رابط، مساء أول أمس الأربعاء،عدد من السلفيين وفي مقدمتهم زوجته بالمستشفى الجامعي بفاس بحثا عنه، غير أن إدارة المستشفى أخبرتهم بأنه لا يوجد لديها أي معتقل سلفي مريض». وعلق القيادي بحزب العدالة و التنمية ورئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان على التطورات الأخيرة لملف المعتقلين السلفيين المضربين عن الطعام، بقوله في تصريح للجريدة « أصبحنا اليوم ندافع عن حق هؤلاء المعتقلين في الحياة والتي أضحت مهددة إذا استمرت معركتهم، لذلك نطالب بتدخل عاجل من الدولة لإنهاء ومعالجة ملف السلفيين، كما يتوجب على مندوبية السجون الاستجابة الفورية لمطالب المعتقلين والذين يطالبون بتحسين ظروفهم السجنية». وكشف حامي الدين، والذي طار إلى فاس، يوم الخميس، لزيارة عوائل السلفيين المعتصمين بشكل مفتوح بأمام سجن بوركايز بموازاة إضراب معتقليهم خلف الأسوار، أن «منتدى الكرامة وتنفيذا للعرض الذي أعلنه بخصوص استعداده للقيام بمهمة الوساطة مع المضربين من أجل إنقاذ حياتهم، شريطة إيجاد حلول لمشاكلهم ومطالبهم العالقة، حيث ربطنا اتصالات جد مكثفة مع عدد من الجهات، رفض حامي الدين الفحص عنها، لتفادي ما أسماه، «التشويش على المساعي الجارية في أفق إيجاد حل لقضية المعتقلين الإسلاميين».