تسبب توالي وقوع أحداث إرهابية، في دول أوربية متفرقة، في تزايد الشعور بالعداء تجاه المهاجرين المغاربة. وعلى الرغم من ان إيطاليا، لم تشهد أي حادث إرهابي، إلا أن حالة من "التوجس" تجتاح المجتمع الإيطالي، أكثر من أي وقت مضى. وساهم الإعلام اليميني، في زرع هذا الشعور لدى الإيطاليين، كما أن تشديد الحراسة في المناطق الحساسة في البلد والمآثر السياحية والمناطق التي تعرف إكتضاضا كبيرا، يعطي الإنطباع بان خطر الإرهاب يهدد البلد. وفي كل مرة يقع حادث إرهابي، ليستغله اليمين المتطرف في إيطاليا، لكي يؤلب الرأي العام ضد المسلمين والأجانب. وتحضى تدوينات ماتيو سالفيني، زعيم حزب "رابطة الشمال" اليميني المتطرف بآلاف الإعجابات والمشاركات. وشهدت إيطاليا في الأسبوعين القليلين الماضيين، حدثين عنصرين، كان ضحيتهما مواطنين مغربيين في منطقتين متفرتين في إيطاليا وحضيا باهتمام كبير من طرف الصحافة المحلية. ففي الأسبوع الماضي ببلدة "سيرافالي سكريفيا" بإقليم "أليساندريا"، إعتدى مواطن إيطالي على شاب مغربي يبلغ من العمر 21 سنة، وذلك بعدما تدخل هذا الأخير للدفاع عن عجوز إيطالية تعرضت لاعتداء من طرف كلب المواطن الإيطالي. هذا الأخير لم يستحمل أن يواجهه شاب أجنبي بتلك الشجاعة، فهاجمه بعبارات عنصرية قبل أن يستل سكينا ويوجه له ضربة على مستوى بطنه، بل وطارده بغية الإجهاز عليه لكن هروبه و تدخل الأمن حال دون ذلك. وتم نقل الشاب المغربي إلى المستشفى ولا يزال يرقد فيه بينما تم إيداع المعتدي السجن بمدينة أليساندريا ووجهت له المحكمة تهمة "محاولة القتل". ومن جانب آخر وفي حادث شبيه تعرضت مواطنة مغربية للسب والشتم، يوم أمس، لاعتداء من قبل مجموعة من الإيطاليين في منطقة "فينتميليا" قرب الحدود الفرنسية الإيطالية وعلى بعد حوالي 40 كلمترا من مدينة "نيس" التي شهدت الحادث الإرهابي الدامي الذي تسبب في مقتل 85 شخصا. السيدة المغربية كانت تقل حافلة، فهاجمها ثلاثة إيطاليين بكلمات من قبيل "لماذا لا تعودي إلى بلدك؟"،"لماذا لا تعودين إلى إفريقيا.."، قبل تدخل شاب أجنبي بدوره، إتصل بالأمن. لتتم متابعة الثلاثة أمام مجكمة مدينة "فينتيميليا".