تمكنت الشرطة الإيطالية، بعد مجموعة من التحريات، من الوصول إلى هوية طبيب إيطالي أجرى عملية خثان بطريقة سرية لطفل مغربي بمدينة "تورينو" شمال غرب إيطاليا شهر يونيو الماضي، وهي العملية التي تسببت في متاعب صحية للصغير المغربي. وكشف الأمن الإيطالي أن عملية الخثان أجراها طبيب أسنان إيطالي، يبلغ من العمر 56 سنة، فوق مائدة مطبخ العائلة المغربية. ولم تكن العملية لتخرج إلى العلن لولا تسببها في مضاعفات صحية للطفل المغربي الذي إضطرت عائلته إلى نقله إلى المستشفى بعدما إرتفعت درجة حرارة جسمه أيام قليلة بعد إجراء العملية. واضطرت إدارة المستشفى للإحتفاظ بالطفل وأخضعته لعدة فحوصات أكدت أن عملية الخثان، والظروف غير الصحية التي أجريت فيها، هي التي تسببت له في مضاعفات خطيرة كادت تودي بحياة الطفل، ما جعل القضاء يدخل على الخط ويفتح تحقيقا في الموضوع. وقد تزامن الحادث حينها مع حادث آخر أكثر مأساوية، إذ توفي طفل من إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك بعد عملية خثان. وأعقب الحادثان نقاش في إيطاليا حول الخثان، حيث طالبت جمعيات إسلامية بالمدن الكبرى بالسماح بإجراء عمليات الخثان في المستشفيات وفي ظروف صحية جيدة و بمقابل، وذلك لتفادي العمليات السرية ووقوع أحداث مثيلة. وبسبب التعقيدات التي تفرضها المصالح الطبية الإيطالية ورفضها لإجراء عمليات الخثان، ما لم يكن ضروريا لأسباب صحية، فإن العديد من المسلمين المقيمين إيطاليا والذين يشكل المغاربة غالبيتهم يبحثون عن أطباء لإجراء عمليات الخثان لأبنائهم، وغالبا ما تجرى هذه العمليات من طرف أطباء بطريقة سرية. ويقيم بمدينة "تورينو" حوالي 20 ألف مغربي، ويلجأ الكثير منهم إلى خثان أبنائهم في العطل عند زيارة المغرب، بينما يفضل آخرون إجراءه في إيطاليا لكن بطرق سرية.