تدخل عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، في قضية الشاب المصاب برصاصة من مسدس وظيفي لأحد الشرطيين، وأصدر تعليماته لوالي أمن بني ملال، ولرئيس مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني من أجل تتبع حالته الصحية. وكانت أسرة الشاب المصاب قد أعلنت أن ابنها يعاني الإهمال في مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء، حيث يتلقى العلاج. وكشف مصدر أمني أن المدير العام للأمن الوطني شدّد في تعليماته على تتبع الحالة الصحية للشاب المصاب، وتمكينه من المساعدات الممكنة، وذلك بتنسيق مع مختلف المصالح الطبية المختصة. وكان شرطي يعمل بولاية أمن بني ملال قد اضطر، بعد منتصف ليلة الجمعة 15 يوليوز الجاري، إلى استعمال سلاحه الوظيفي من أجل توقيف شخص في حالة غير طبيعية، كان بصدد تعريض حياة وأمن المواطنين، وموظفي الشرطة للخطر بواسطة السلاح الأبيض، غير أن الرصاصة أصابت بشكل عرضي شابا كان بالقرب من مسرح الجريمة، مما استدعى نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي في المدينة، قبل أن يتم نقله في مرحلة لاحقة صوب المستشفى الجامعي ابن رشد في مدينة الدارالبيضاء. وكان أحمد عثمان، شقيق المهدي عثمان، قال إن "رجال السلطة، ومسؤولي المستشفى الجهوي في بني ملال طالبونا بنقل أخي المصاب إلى مستشفى ابن رشد في الدارالبيضاء من أجل أن يخضع لعملية جراحية على مستوى فخذه. وبعدما كانوا قد أخبرونا بأنهم اتصلوا بإدارة مستشفى ابن رشد، وأن العملية الجراحية ستتم في ظرف وجيز، وجدنا أنفسنا لوحدنا في المستشفى، حوالي الساعة الرابعة صباحا، وبقينا مليوحين، ولم يهتم لأمرنا أحد، حيث قال مسؤولون هناك إنهم لم يتلقوا أي اتصال من السلطات في بني ملال". وأضاف المتحدث نفسه "ظل أخي على حالته حتى الساعة التاسعة من مساء الجمعة، وازداد سوءا، وحينما أجروا له العملية قالوا لنا خصكم تشريو ليه الدوا، على الرغم من أننا أخبرنا في بني ملال بأن المسؤولين غادي يتكلفو بكلشي، حنا ناس ضعاف مافحلناش، وتنباتو غير في الزنقة ليومنا هذا"، يقول أحمد عثمان. من جهته، استنكر محمد جمال السقاوي، رئيس جمعية ائتلاف الكرامة لحقوق الإنسان في بني ملال، الاهمال، الذي تعرض له الشاب المهدي عثمان. واستغرب الناشط الحقوقي عدم تقديم العلاج لشاب مصاب برصاصة، وتركه ينزف طويلا، بينما كان يفترض أن تجرى له العملية الجراحية في بني ملال بدل نقله إلى الدارالبيضاء، وتركه لحوالي 24 ساعة من دون علاج، بعدما تنكر المسؤولون في بني ملال لكل الوعود، التي قدموها لعائلته من قبل".