بعد أيام قليلة من الحادثة المفجعة التي هزت فندق «إقامة ريتز» بطنجة، خرجت إدراة الفندق ببيان تكشف فيه حقيقة ما جرى تلك الليلة، وكيف تسبب الحادث في هلع كبير وسط زبناء الفندق والحانة التابعة له. الروايات التي سبقت بيان إدارة الفندق كانت تتحدث عن حريق نشب في حانة الفندق، وأصيب على إثر ذلك الزبناء، فيما فارق كل من مالك الفندق وأحد أقربائه الحياة متأثرين بجروح الحروق التي أصيبا بها في تلك الليلة. رواية إدارة الفندق كانت عكس ذلك، إذ كشفت أن خلافات كانت بين الهالكين، هي من تسببت في وقوع ما وصفتها ب»الكارثة»، بينما اعتقد الناس أن ما جرى هو اشتعال النار في الفندق، أدى إلى مصرع الرجلين. الخلاف الذي أدى إلى وقوع هذه الحادث يعود إلى عهد الإدارة السابقة للفندق، إذ كان أحد الهالكين يشتغل كنادل لمدة سنوات وهو قريب لمالك الفندق، قبل أن يتم طرده بشكل تعسفي ليلجأ إلى المحكمة لإنصادفه، وقد قضت المحكمة بحكم لفائدته في جميع مراحل الدعوى، وحكمت بأداء مبلغ 13 مليون للنادل كتعويض عن الطرد التعسفي. بيد أن الحكم صدر مع أمر بالتنفيذ في عهد إدارة جديدة، التي كان يديرها الهالك الثاني الذي اتفق وفق بيان إدارة الفندق مع النادل المطرود، وبشكل حبي بمبلغ يومي قدر في 200 درهم في اليوم، وآخر شهري قدر ب 4000 درهم، إلى حين استكمال مستحقاته المالية والتي صدر أمر قضائي بأدائها. تقول إدارة الفندق إنه تم العمل بهذا الاتفاق لمدة شهرين كاملين دون أن تحدث أية مشاكل، إلى أن وقعت الحادثة التي أودت بحياته وحياة مالك الفندق. وبحسب الرواية التي ساقتها إدارة الفندق والتي بدت منسجة مع رواية شاهد عيان استمعت «أخبار اليوم» إلى روايته، فإن النادل حل بالفندق وبدأ يصيح بطريقة هستيرية يطالب بمستحقاته كاملة وغير منقوصة وبشكل فوري. مصادر أخرى استمعت لها ل «اليوم24» استغربت كيف أن إدارة الفندق تقول إنها اتفقت مع النادل وسلمته مستحقاته لشهرين، ثم يأتي المعني بالأمر ويصيح بهذا الشكل وسط الفندق، وظل هذا الأمر يشكل علامة استفهام كبرى لم تجب عنها إدارة الفندق. ويسترسل مسؤولو الفندق في بيانهم فيقولون، إن مالك الفندق أو رئيس الإدارة الجديدة حاول تهدئة النادل، وطلب منه العودة في الصباح، وقال له إنه من غير اللائق أن يصيح في بهو الفندق المقابل للحانة المليئة بالزبناء. خرج النادل، لكنه ما لبث أن عاد مرة أخرى، لكن لم يعد وحده، بل اصطحب معه قنينة بنزين لم يعرف من أين أتى بها، واقترب من بهو الفندق، وقام بإفراغها على جسده وأضرم النار في نفسه. حاول رئيس إدارة الفندق الاقتراب منه لإطفاء النار التي اشتعلت في جسده، لكنه أصيب بها أيضا، إذ التهمته النيران بشكل مفاجئ، وتسبب هذا المشهد الذي وصف ب «الرهيب» في فزع كبير وسط الزبناء الذين هرعوا إلى الخارج، بينما شوهد أحد المقيمين بالفندق وهو يقفز من النافذة، وتسببت له عملية القفز في كسور على مستوى رجليه. من جانبها، حلت عناصر الوقاية المدينة ورجال الاستعلامات والأمن العمومي إلى مكان الحادث، بينما نقل المصابون وكان عددهم أربعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس، قبل أن يلفظ اثنين منهم أنفاسهما الأخيرة.