أظهرت أطوار محاكمة المتهمين بالاستيلاء على فيلا في ملكية أجانب بكورنيش البيضاء، الأساليب المتبعة في السطو على عدة عقارات في ملكية أجانب بالعاصمة الاقتصادية تواصل غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، غدا الأربعاء، الاستماع للمتهمين بالسطو على عقار مساحته 3400 متر مربع في منطقة عين الدياب، وهو الملف الذي يتابع فيه، خمسة أشخاص في حالة اعتقال. ويتعلق الأمر بمستثمر يحمل الجنسية المغربية والفرنسية، ومحام وموثق ومنعشان عقاريان وحارس فيلا، وجّه لهم قاضي التحقيق، نور الدين داحين، تهم تكوين عصابة إجرامية والتزوير في محرر رسمي واستعماله والنصب وخيانة الأمانة وقبول شيكات على سبيل الضمان، كل حسب المنسوب إليه. كما يتابع في الملف، في حالة سراح، الطرف المشتكي، من أجل خيانة الأمانة واستعمال وكالة ملغية. هذا، واستنادا إلى قرار الإحالة المكون من 280 صفحة، حصلت «أخبار اليوم» على نسخة منه، فإن المتابعين في حالة اعتقال قاموا بارتكاب جنح وجنايات مختلفة، كتزوير توقيعات وخيانة الأمانة والنصب، وقبول شيكات على سبيل الضمان أو ارتكاب جناية التزوير في محرر عرفي واستعماله واستعمال محرر رسمي. وانفجرت هذه القضية، بعدما بث المشتكي الطبيب الفرنسي اليهودي الديانة (جيرار.ب)، والذي يعتبر متهما في القضية ومطالبا بالحق المدني في الوقت نفسه، شريط فيديو على موقع «يوتوب»، عبارة عن نداء إلى الملك محمد السادس، يلتمس إنصافه من أجل استعادة فيلا في ملكية خاله «جورج بريسو». الفيلا الموجودة بكورنيش عين الذئاب، مساحتها 3400 متر مربع (ثلاثة رسوم عقارية) في ملكية سيدة تدعى «أولكا فورتني»، مزدادة بسيدي بلعباس بالجزائر وتحمل الجنسية الفرنسية وزوجها «جورج بريسو»، اليهودي المغربي، المزداد بفاس، فرنسي الجنسية وطبيب مشهور في الحي المحمدي في ثمانينيات القرن الماضي. وبعد وفاة «أولكا فيورتني» جراء نوبة قلبية مفاجئة بداية شتنبر 2007، أصبح زوجها «جورج بريسو»، المالك الوحيد لكل الأملاك العقارية والمنقولة المملوكة لزوجته، تنفيذا لعقد إراثة الذي حرره الموثق فؤاد بنجلون الذي حل محل الموثق الفرنسي موفان. وبالنظر إلى الوضع الصحي المتدهور للطبيب «جورج بريسو» وتقدمه في السن (90 سنة)، فقد تقدم بدعوى مدنية من أجل تعيين مسيّر قضائي على أملاكه، وقد استجابت المحكمة الابتدائية بالبيضاء لطلبه، إذ عينت التهامي المجدوبي مسيرا لأموال جورج بريسو، كما قام هذا الأخير بفسخ الوكالة التي كان قد منحها في وقت سابق لقريبه والوريث المفترض. وبعد أن قام المحققون بإجراء خبرة خطية على وثيقة إلغاء الوكالة المحررة من طرف «جورج بريسو» بتاريخ 17 شتنبر 2007، والمُصدّق على صحة الإمضاء بها بتاريخ 18 شتنبر 2007، وكذا الوصية المحررة من طرف الموثق العربي المكتافي في اسم الطبيب «جورج بريسو» لفائدة المستثمر البيضاوي (م.ح) وحارس الفيلا (ح.ح)، للتأكد مما إذا كان التوقيعان المضمنان بهما صادرين على يد الطبيب «بريسو» مع الاعتماد عند المقارنة على نموذجي توقيع هذا الأخير الممسوك من طرف الأبناك. وقد عهد بتنفيذ مضمون هذه الخبرة الخطية إلى مختبر الأبحاث والتحاليل التقنية التابع للدرك الملكي، وبناء على تقرير الخبرة المنجز من طرف المختبر السالف الذكر بتاريخ 14 فبراير من السنة الجارية، صدر بتاريخ 14 مارس أمر بترجمة هذه الخبرة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية. وقد تمت الترجمة من طرف تراجمة محلفون، صدرت بتاريخ 11 أبريل 2013. وقد خلصت الخبرة المنجزة من قبل الدر الملكي، إلى أن التوقيعين المطعون فيهما الموجودين بالوكالة والتوقيع المضمن بالوصية غير متشابهين بشكل واضح، مما يحمل على الافتراض أنهما غير صادرين عن الشخص نفسه. وجاء في التقرير، أن رسم التوقيع المضمن بالوصية، يشتمل على التشابه في الشكل التام مع رسم توقيع المقارنة بسجل الإمضاءات بجماعة سيدي بليوط. كما أن التوقيعات المفترض أنها صادرة عن جورج بريسو والموضوعة على العقد التوثيقي المدلى به من طرف أحد الموثقين، تتميز بعدم التجانس في رسم التوقيع، وميل بدرجة 45 درجة وبحركات قلمية تبتعد بشكل واضح عن نماذج التوقيعات الموجودة في الأبناك. وخلص المحققون إلى أن الهالكة «أولغا فورتيني» قد وقعت بالفعل على الصفحة الثالثة من عقد البيع العرفي المبرم بينها وبين المستثمر (ل.ب) بتاريخ 12 فبراير 2007، المصحح الإمضاء بملحقة موسى بن نصير بمقاطعة سيدي بليوط بالبيضاء بالتاريخ نفسه، في حين تأكد المحققون أن هناك «تلاعبا وتزويرا» طال الصفحتين الأولى والثانية من العقد نفسه على التوقيعين المنسوبين إلى الهالكة واللذين تم استنساخهما معلوماتيا، حيث تبين أنهما مزورين.