صيحة أخرى من طفلة ضد الاغتصاب، تطلقها إسراء من وجدة، ضد اعتداء زوج والدتها لم تمض إلا أيام على تفجر قضية الطفلة هاجر، التي ادعت تعرضها للاغتصاب وتصوير أفلام بورنوغرافية معها، حتى تفجرت في اليومين الأخيرين قضية أخرى من قضايا الاغتصاب بمدينة وجدة، حيث تدعي طفلة في السابعة من عمرها أنها تعرضت للاغتصاب المتكرر على يد زوج والدتها الذي يعمل محاميا بهيئة وجدة. «إسراء»، وهو اسم الطفلة، تسرد تفاصيل العمليات التي تدعي أنها تعرضت لها بالتفاصيل الدقيقة حد الصدمة، «كان يمارس علي الجنس وعندما ينتهي كان يهددني بالقتل إن أنا أخبرت والدتي أو أي شخص آخر»، تقول إسراء في شهادتها ل» اليوم 24 »، قبل أن تضيف «دائما كنت أجد رجلي متفرقتين عندما أستيقظ من النوم، كنت أعلم أنه يمارس علي الجنس ولم أكن أقوى على إخبار والدتي بالأمر». بين حديث وآخر تتقطع أنفاسها. هي إلى حدود الآن، تقول بأنها تحس بآلام في الظهر والدبر، فحسب مزاعمها تعرضت للاغتصاب على مستوى دبرها لعدة مرات، وهو ما خلف لها هذه الآلام.
رسومات وحركات لا تجد إسراء أصدق تعبير عما تعرضت له من تجسيد ذلك في رسومات بالألوان على أوراق بيضاء. عمليات الاغتصاب التي تعرضت لها كلها موثقة برسومات ورمز لها دلالة، مع إضافة جمل تعبر فيها عن مشاعرها اتجاه مغتصبها، فهذا رسم تقول فيه بأن مغتصبها يغتصب الأطفال وفي رسم آخر تصفه ب»المجرم». للتعبير أيضا عن الحالة التي عاشتها طوال سنة، تستعين بالحركات والإيحاءات الجسدية، تأخذ مكانها بجانب كرسي وتشرع في شرح تلك العمليات، بالتفاصيل المملة، «كان يجبرني على الاستدارة إلى الخلف، قبل أن يشرع في ممارسة الجنس، وكنت أتألم كثيرا، لكن لم أكن أقوى على الكلام كان دائما يهددني بالقتل».
الأم تكتشف في رمضان المنصرم ضبطت الأم إسراء تنظف ثبانها من أثر دماء في حمام الشقة التي تقطنها، «كانت صدمتي قوية عندما رأيت ذلك»، تقول الأم إكرام التي تعمل كمدرسة بمدينة وجدة قبل أن تضيف «واجهتها بالسؤال عن سبب تنظيفها لثبانها وهي المرة الأولى التي تقدم على هذه الخطوة». حاولت إسراء التهرب من الجواب قبل أن تكتشف الأم أثر دم على ثبانها، حينها واجهتها بشدة بسؤال عن مصدر الدم، وبعد جوابها تأكدت للأم شكوك خالجتها طوال الفترة الماضية تأكدت أخيرا بأن الشكوك التي كانت تحوم على زوجها وتصرفاته الغريبة حقيقية، وأنه كان يستغل إسراء جنسيا. الأم تتحدث بلغة متثاقلة ل» اليوم 24» وتكشف «لاحظت شقيقتي ذات يوم من السنة الماضية أن ابنتي تغيرت بشكل كبير، وأن ذلك انعكس على حالتها النفسية»، الأم أهملت ملاحظة شقيقتها، و بالرغم من ذلك وفق ما أكدته ل»أ اليوم 24 » راودها دون أن يلح عليها احتمال أن تكون عرضة لاعتداء جنسي من قبل زوجها، قبل أن يتحول الاحتمال إلى حقيقة على حد تعبيرها. وبعدما بدأت الشكوك تتأكد، بدأت تسترجع شريط عدة أحداث تضع المعني، في قفص الاتهام، فبالإضافة إلى آثار الدم، بدأت تتذكر تلك الملاحظات التي كانت تبديها معلمتها في الصف، عن رائحة معينة كانت تنبعث من ملابس إسراء، رائحة تشبه كثيرا الرائحة التي تنبعث من امرأة أنهت الجماع مع زوجها، بالإضافة إلى حالة العياء التي كانت تصاب بها باستمرار، نتيجة تناولها من حيث لا تعلم لدواء منوم كان الزوج يدسه في بعض المشروبات حتى يختلي بالصغيرة.
شكاية الاعتداء الجنسي في الثامن من غشت الجاري توجهت الأم بشكاية إلى النيابة العامة لدى ابتدائية وجدة، ووفق نص الشكاية التي توصلت «أخبار اليوم» بنسخة منها، فبعد اكتشافها للاعتداء الجنسي الذي تعرضت له إسراء، بعد عملية غسل التبان والآلام التي كانت تعاني منها في الدبر وأسفل الظهر، عرضتها على طبيب مختص بمستشفى الفارابي الذي أكد لها وفق ما هو مدون في الإخبار/الشهادة أنها تعرضت لاعتداء جنسي (اغتصاب)، وهو ما دفعها إلى وضع الشكاية المذكورة التي أمرت النيابة العامة بالتحقيق فيها، والاستماع إلى جميع الأطراف. بالإضافة إلى المعاينة الطبية التي خضعت لها القاصر بالمستشفى الجهوي الفارابي، حصلت أيضا على شهادة من طبيب نفسي، يؤكد كما هو مدون في شهادته التي تتوفر «اليوم 24» على نسخة منها أن الحالة النفسية للطفلة تحتاج إلى متابعة نفسية من قبل طبيب نفسي. كل هذه الوثائق تتوخى منها الأم أن تكون أدلة كافية للإدانة، غير أنها وضعت وفق تصريحاتها جميع الاحتياطات اللازمة من أجل تحقيق العدالة لابنتها، حتى وإن كلفها الأمر إجراء تحاليل مخبرية على إثر الدم والمني الذي عثر عليه على ملابس إسراء.