ماذا تعني العودة إلى الانتخابات التشريعية ل25 نونبر 2011؟ وماذا تعني خطابات التشكيك في نزاهتها ومصداقيتها ونحن على أبواب انتخابات تشريعية حاسمة ينتظر منها تأكيد دعم خيار الإصلاح في ظل الاستقرار؟ وماذا يعني القفز المقصود على نتائج انتخابات 4 شتنبر المليئة بالعبر والدلالات؟ أولا، إن الطعن في نزاهة الانتخابات بأثر رجعي من طرف التحكم وملحقاته، يدل على مستوى عال من الجبن وعدم المسؤولية، ويستهدف إفراغ العملية الانتخابية من دلالاتها العميقة بعدما اتضح بما لا يدع مجالا للشك فشل مختلف المناورات والأساليب الرامية إلى تحريف الصوت الانتخابي للمواطن والتأثير في إرادته الحرة. ثانيا، إن مفعول صدمة نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية كان قويا على تيار التحكم وملحقاته، وأفشل مخططاته المكشوفة لإغلاق قوس الإصلاح والعودة إلى منهج التحكم الخادم للفساد والاستبداد، وهو ما دفعهم لإعداد بيان ناري عشية انتخابات 4 شتنبر الأخيرة، قبل أن يبلعوا لسانهم بعدما تم تنبيههم، ليخيم الحزن والكآبة تلك الليلة المشهودة في مقر طريق زعير… وليذهب الجميع إلى حال سبيله، ولينتقل عُرّابهم إلى مقر الاتحاد الاشتراكي للمشاركة في مأتم جماعي تسربت الكثير من تفاصيله للصحافة. ثالثا، إن العودة اليوم، إلى انتخابات 2011، هدفها الحقيقي هو التشكيك في مشروعية العمليات الانتخابية برمتها وجعل خطاب "التزوير" مسألة عادية التداول بين الطبقة السياسية وبين المغاربة، والتهييء المسبق لخلط أوراق انتخابات 7 أكتوبر المقبلة. إن حزب التحكم، وملحقاته، يعمل على تلقيح من سيصدقه من المغاربة بخصوص نتائج التشريعيات المقبلة التي يتوقع أنها ستكون صادمة له ولن تخدم مصالحه، ويعمل على تحريف وجهتها لصالحه.. رابعا، إن محاولة تضليل وعي المواطنين والمواطنات بالتشكيك في صحة انتخابات 25 نونبر 2011، إنما يهدف إلى تهييء الناس لتقبل نتائج غريبة وبعيدة عن الحقيقة!! إن منهج التحكم يصر على احتقار المغاربة، وهو مخطئ عندما يعتقد أن الانتخابات ونتائجها هي ما ستعلنه وزارة الداخلية ليلة 7 أكتوبر المقبل، والتي ترفض إعلان النتائج المفصلة للانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة إلى حد الآن، والتي تورط بعض موظفيها في منع وزراء العدالة والتنمية من لقاء المواطنين في لقاءات تواصلية عمومية يحميها الدستور…!! إن للمغاربة من الذكاء والوطنية ومن الرغبة في الحرية والديمقراطية، ما يجعلهم واثقين من أنفسهم ومن اختيارهم الشعبي والديمقراطي، والذي أبانوا عنه بإسنادهم القوي لرئيس الحكومة وحزبه، في مختلف المناسبات الانتخابية واللقاءات الجماهيرية واستطلاعات الرأي المتنوعة.. إن أي محاولة للاعتداء على هذه الروح وهذه الإرادة عند الشعب المغربي….هو تهور ومقامرة، ولا يمكن لدعاوي التحريض على التزوير الآتية من "البام" وملحقاته أن تكون لقاحا استباقيا لسيناريو عودة التحكم يوم 7 أكتوبر!!!