على بعد أشهر قليلة من الانتخابات التشريعية المقبلة، اختار محمد يتيم، القيادي في حزب العدالة والتنمية، "إطلاق النار" على معارضي حزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران. ولم يستثن هجوم محمد يتيم في مقال بعنوان "من تكون له الكلمة الأخيرة: المعقول أو معارضة الإعلام الأصفر والمناورات السياسية؟، نشره الموقع الإلكتروني لحزب العدالة والتنمية، أحدا من معارضي بنكيران، حيث وجه مدفعيته نحو شباط، ولشكر، وإلياس العماري، وسميرة سيتايل، وجماعة العدل والإحسان. وبدأ يتيم مقاله بتساؤل عريض "لماذا لم تستطع معارضتا كل من "شباط" سابقا، و"لشكر" ونقابته، التي خرجت من خريطة التمثيلية، ومعارضة من اختبأ تحت قبعة نقابة نوبير الأموي، وجبة نقابة المحجوب بن الصديق من مناضلين من أقصى اليسار وإسلاميين رافضين في الأصل للمؤسسات القائمة، ثم معارضة "العماري"، الذي خرج، أخيرا، من جحره، أضف إليهم على الأخص معارضة "سيطايل"، أي حزب القناة الثانية، التي تحولت من قناة عمومية إلى حزب سياسي، يتموقع في التجاذبات السياسية والحزبية، ويسعى إلى ترجيح كفة على أخرى، لماذا لم يستطع هؤلاء النيل من شعبية العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة، بنكيران؟. وتساءل يتيم "لماذا لم يستطع أولئك، وأموال خليجية، رصدت لدعم كل الثورات المضادة، وإجهاض التحول الديمقراطي، ودخلت على الخط كما في تونس، لماذا لم يستطيعوا زعزعة ثقة وتعاطف شعبي تلقائي مع تجربة العدالة والتنمية؟. جواب يتيم عن هذه التساؤلات، بحسبه، يكمن في كون "حزب العدالة والتنمية، الذي يقود التجربة الحكومية، يمتلك قناة أكبر وأعظم، ألا وهي قناة الشعب، وتواصله الميداني معه، ووجوده بقربه، يأكل طعامه ويمشي في أسواقه، مما يجعله حائزا على ثقته بغض النظر عن الإنجاز من عدمه"، يقول يتيم. وأضاف أن "العدالة والتنمية له ثقة الشعب لأن الأخير متيقن من نظافة مناضليه، وتورعهم عن المال العام، مهما تقدموا في المواقع والمناصب، وهو أمر يومي يلمسه، ويشهده الشعب ويعاينه، وليس مجرد شعارات طنانة، وخطبا زائفة". واعتبر قيادي المصباح أن "فقدان المصداقية يفسر ضياع المعارضة وإفلاسها، فهي ما فتئت تراكم خلال السنوات الخمس الماضية الهزيمة تلو الأخرى في المعارك والقضايا المفتعلة، وبعض المعارك، التي تم الركوب فيها على مطالب فئوية، مثل قضية الأساتذة المتدربين". وشدد يتيم على أن ما وصفه بالمعارك الخاسرة للمعارضة ليست سوى "أوهام تبخرت في انتخابات 4 شتنبر، الذي يعتبر إعلانا عن ميلاد وعي سياسي اجتماعي جديد، يؤشر على أن المغاربة أصبحوا يقيسون بمقياس "المعقول" و المصداقية ولا تنطوي عليهم حيل البهلوانيات السياسية"، على حد تعبير يتيم.