هاجم عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، كلا من حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، وإدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي وإلياس العماري، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، دون أن يذكرهم بالاسم، حيث قال إن «الثلاثة المشهورين أولئك خدام الفساد والاستبداد انظروا ماذا يفعلون في أحزابهم»، جاء ذلك خلال لقاء نظمته الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بسلا ليلة يوم الجمعة الماضي. وقال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية: «لم نواجه معارضة سياسية عاقلة، بل نواجه مرتزقة يضبطون أحزابهم بالبلطجة ومن خلال العطاء للبعض وتخويف الأغلبية..إنهم أقرب إلى رموز فساد وإلى أن يكونوا بلطجية ومتآمرين»، منوها بالمعارضة المعقولة التي كان يمثلها الراحل أحمد الزايدي وأحمد الشامي من الفريق الاشتراكي. ونبه بنكيران مناضليه إلى ضرورة التشبث بثوابت الأمة المتمثلة في الإسلام والملكية الدستورية والوحدة الوطنية، معتبرا إياها الأسس التي إذا تم المساس بإحداها كان لذلك «عواقب وخيمة»، مذكرا بموقفه من حركة 20 فبراير إبان الربيع العربي حينما عارض المساس بالمؤسسات، لكنه ناصر الإصلاحات، وهو الموقف الذي لقي اعتراضا من لدن بعض قيادات حزبه، لكنهم بعد ذلك استوعبوا موقفه واعتبروه صائبا، يوضح بنكيران. وأشار الأمين العام لحزب «المصباح» إلى أن الهدف من السياسة هي الإصلاحات وليس كسب المواقع والأموال وبيع الأوهام، واصفا بعض رموز المعارضة ب«صيادي ولاء الذين يسعون إلى كسب المصالح والمكاسب والذين يستعجلون رحيل هذه الحكومة من أجل العودة إلى ما كانوا عليه حيث لا رقيب ولا حسيب». وبخصوص الانتخابات الجماعية المقبلة توقع بنكيران تبوؤ حزبه الصدارة، حيث قال: «قد نحتل الرتبة الأولى، وسوف ننتصر على قدر المستطاع، غير أننا لن نرشح أي كان، ونسبة التغطية ستكون أكثر من السنوات الماضية»، داعيا مناضليه إلى أن يتحركوا ليس من أجل الانتخابات فحسب، بل من أجل استكمال مسار إنقاذ الوطن من أولئك الذين يعتبرون المسؤولية غنيمة ولا يفكرون في بلدهم ولا وطنهم، ويهددون بالانسحاب في حالة عدم فوزهم». واعتبر بنكيران أنه ليس مهما أن يكونوا في الرتبة الأولى، بل تحرير المواقع والجماعات ورئاساتها من أيادي التماسيح والعفاريت، ليس لأنهم لم يقوموا بإنجازات ولكن لأنهم يخرقون القوانين ويخربون البلاد. وردا على التهم المتعلقة بتنازل حزبه عن محاربة الفساد والاستبداد، أكد رئيس الحكومة على أن هذا غير «صحيح»، وأنه يوم تطال أيادي وزرائه ومناضلي حزبه المال العام وتنتقل حياتهم إلى الرفاهية ويغلقوا الأبواب والهواتف في وجه المواطنين وقتها «نقول أصبحنا من حزب الفساد والاستبداد»، يقول بنكيران، الذي أكد أنه رغم تسييره للحكومة، فإنه يظل «معارضة شرسة للفساد والاستبداد» وجوابا عن سؤال يتعلق بالقرار الذي اتخذته الأمانة العامة للحزب بتجميد مهام عبد العزيز أفتاتي على خلفية زيارته منطقة حدودية، قال بنكيران: «هل تعقدون أننا نلعب. لقد اتخذ القرار بالإجماع وعبر التصويت السري، وقد فوجئت بالنتيجة لأنني ألححت على ضرورة اعتماد السرية في التصويت عوض العلانية. هل تعرفون أفتاتي أكثر مني؟ قد نتخذ قرارا ولو كان مؤلما لأن مصلحة الحزب والدولة اقتضت ذلك». وفي سياق حديثه عن الإعلام العمومي، قال بنكيران في حق سميرة سيطايل، مديرة الأخبار بالقناة الثانية، دون أن يذكرها بالاسم «لو كانت تعلم أنه يمكن إقالتها بقرار مني لما امتلكت الجرأة و»الرجلة» لتهاجمني»، مطالبا أعضاء حزبه بالكف عن الانشغال بالفساد، بل عليهم القيام بالإصلاح.