إفتتحت مساء أمس، بمسرح محمد السادس بوجدة فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الفيلم المغاربي، بمشاركة عدد من وجوه الفن السابع على المستوى المغاربي، وعرض للفلم الروائي الطويل "جوق العميين" لمخرجه محمد مفتكر. وفي كلمة الافتتاح قال خالد سلي، رئيس جمعية "سيني مغرب" المنظمة للمهرجان ان "الإيمان راسخ بأن بناء الجسور أنبل وأسمى من بناء الخنادق"، مبرزا في أنه من خلال المهرجان شرعنا في نسج أخوة "لم تستطع نسجها السياسة، وطدنا أواصرها الغائبة في ردهات التجمعات الكبرى للسياسيين". وأكد نفس المتحدث، أنه "لا يمكن للحدود أن تمنع الفن من الوصول إلى أي مكان في العالم، فالفن كالضوء يخترق الأماكن، ينير الطريق ويواجه الظلام"، ولفت سلي الانتباه إلى الحروب المنتشرة في العالم ، مبرزا أن أغلب أسبابها "وهمية"، لهذا "لا يجب أن نخلف موعدنا مع التاريخ، لأن ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا، لنستعمل الفن والسينما من أجل نشر قيم التسامح والاعتدال والوحدة" يضيف نفس المتحدث. وبخصوص شعار هذه الدورة (من أجل تسامح أكثر نتكلم سينما)، قال سلي بأنه جرى إختيار هذا الشعار "بعناية فائقة"، مبرزا أن المنظمون سيحاولون تنزيله في الأنشطة المبرمجة طيلة السنة "علينا أن نجعل من التربية و السينما وباقي الفنون درعنا الواقي من شتى أنواع التطرف، وصمام الأمان الذي يحمينا من كل الانزلاقات". حفل الافتتاح تميز أيضا بتكريم العديد من الوجوه الفنية والمشتغلين في المجالات ذات الصلة بالفن، والتي بصمت على عدد من الأعمال، حيث كانت البداية مع الناقد السينمائي الراحل مصطفى المستاوي، حيث تسلم درع التكريم نجله، قبل أن تتوالى التكريمات بتكريم الممثلة نجاة الوافي، التي تستعد للتوجه إلى مجال الإخراج السينمائي بعد تخرجها من كندا في هذا المجال. هذه الدورة أيضا كرمت المخرج والمنتج التونسي خالد غربال، وهو وجه فني معروف على الساحة التونسية، ومن أعماله في مجال الإخراج الوثائقي الطويل "زعفران"، والفلمين الروائيين "فاطمة" و "رحلة جميلة". على الخشبة نفسها، كرمت إدارة المهرجان هذه السنة أيضا جمال الدين الدخيسي وهو واحد من أبناء المنطقة الشرقية (بلدة عين الصفاء ضواحي وجدة)، حيث تقلد عدة مناصب بعد تخرجه من جامعة موسكو، فالإضافة إلى تحمله مسؤولية المركب الثقافي بجرادة، اشتغل كأستاذ أيضا بالمعهد العالي للفن الدرامي والتنشيط الثقافي وأيضا مستشارا مكلف بالمسرح بوزارة الثقافة، ومديرا أيضا لمسرح محمد الخامس لسبع سنوات (20002007). ومع مسلسل التكريم دائما، حضي محمد حفيان، وهو وجه مسرحي من الجيل الأول بعاصمة الشرق، بالتكريم أيضا، فهو من الرعيل الأول للحركة المسرحية في المنطقة الشرقية، ويعتبر حسب المنظمين إلى جانب المسرحي الراحل محمد مسكين والفنان يحيى بودلال، من المؤسسين للمسرح العمالي وهي الفرقة التي عرفت نجاحا في المغرب وخارجه، كما حظي أيضا في هذه الدورة الممثل المغربي المعروف رشيد الوالي بالتكريم، حيث ساهم الوالي إلى جانب التمثيل في تنشيط العديد من البرامج التلفزيونية في المغرب والمنطقة العربية.