التقط المصور الصحافي، جيف ويدنر، في نهاية ثمانينات القرن الماضي، في الصين، صورة تاريخية لاتزال، إلى حدود اليوم، تطبع نسخ منها، وتوزع على المنظمات الحقوقية من أجل توظيفها في مختلف احتجاجاتهم. وتعود قصة الصورة المذكورة إلى 15 أبريل عام 1989، إذ خرج مئات الآلاف -أغلبهم طلاب- في مظاهرات سلمية، وكانت الأكبر منذ قيام جمهورية الصين الشعبية، للمطالبة بالديمقراطية والإصلاح، لكن السلطات الصينية سارعت إلى إنزال قواتها العسكرية، محاولة بذلك "تنظيف" الشوارع -بالقوة- من المتظاهرين. آنذاك، كان المصور الصحافي، جيف ويدنر، يتابع دخول القوات العسكرية من شرفة فندق في بكين، فلمح رجلا يرتدي قميصا أبيض، وسروالا داكنا، ويحمل في يده كيس تسوق، انتصب وسط الشارع، محاولا اعتراض زحف أسطول الدبابات. وحاولت دبابة مقدمة الأسطول تفادي "الرجل الدبابة"، إلا أن الأخير عدّل اتجاهه واعترضها، مرة ثانية، إلى أن أطفأ في النهاية قائد الدبابة المحرك لفترة، إلى حين سحب الرجل بالقوة من طرف القوات الخاصة. المصور الصحافي، شارلي كول، الذي يعمل لصالح مجلة نيوز ويك، كان حاضرا أيضا، والتقط الصورة من زاويته. وتصدرت الصورة كل الصحف العالمية -باستثناء الصينية-، واختارتها "أمريكا أون لاين" ضمن عشر صور في التاريخ، بينما مجلة "التايم" الأمريكية صنفت "الرجل الدبابة"، ضمن أهم مائة شخصية في القرن العشرين. فيديو (المصدر: CNN): وعن مصير الرجل الدبابة، التزمت السلطات الصينية الصمت الأبدي، وأخضعت الصورة لحظر شديد في مختلف وسائل إعلامها. لكل صورة.. أكثر من حكاية