العلاقة بين الملكية الحكومة وأيهما يملك حقيقة سلطة اتخاذ القرار كان موضوع الندوة التي نظمتها المدرسة العليا للتجارة في الرباط، وخلال هذه الندوة تحدث الأنطروبولوجي عبد الله حمودي على مفهوم الدولة ووضعية الديمقراطية في المغرب. عبد الله حمودي قال بأن المجتمع المغرب بدأ يحس بالأزمة ٫ ويفكر فيها وهذا الوعي هو ضروري من أجل المستقبل لأنه "إذا استمر الوضع على ما هو عليه سياسيا واجتماعيا فعلينا أن نخاف على مصلحة البلد". حمودي اعتبر بأن الدولة في المغرب كمفهوم هي موجودة "ولكن موجود في حالة سيئة وذلك لانتشار البيروقراطية ووجود أجهزة في الدولة حتى العراق وسوريا لم تعد لديها"، لذلك فإن حمودي يرى أنه يجب الإنتهاء من حالة الغموض بين عقلية الأمير في تسيير الدولة وبين عقلية الدولة من حيث هي مؤسسات، "ويجب على الدستور أن يوضح الصلاحيات وأن تعود بعض القطاعات الحساسة كالدفاع والخارجية إلى منطق الدولة في التسيير"، عبد الله حمودي رفض القول بأن المغرب يعيش حالة من الجمود "نحن نتقدم ببطئ خاصة على مستوى تحديد صلاحيات الملك ومفهوم إمارة المؤنين ودور رئيس الحكومة كل هذه الأمور لم تتضح إلى الآن والمغرب يسير ببطء في هذا المجال". عبد الله حمودي تحدث عن الملكية وقال بأنها في حاجة إلى "إعادة الهيكلة"، كما أن الأحزاب السياسية أصبحت مفلسة وهذه الممارسات السياسية الحالية تؤدي إلى الكثير من النتائج السلبية على المجتمع من بينها فقدان الثقة بين الناس وفقدان الثقة في السياسة كما تفقد الحياة السياسية معناها. وعن نظرته للمستقبل قال حمودي بأن هناك الكثير من التغيرات التي تطال المجتمع المغربي وهناك طبقة جديدة من النخبة هي في طور التشكل هذه النخبة لا تنتمي إلى أحزاب وإنما هي نتيجة للحراك الذي صنعه الشباب و"علينا أن نرفع عليهم الوصاية وأن ندعهم يتصرفون ويفركوا وفق عقليتهم ورؤيتهم للأشياء في هذا البلد".