بعد نقله من مستشفى ابن باجة في تازة إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني في فاس، أمس السبت، في حالة صحية حرجة، لا يزال بائع «الفراولة»، الذي صب البنزين على جسده، وأشعل النار فيه، يخضع لتدخلات طبية لإنقاذ حياته، بعد أن أصيب بحروق بمختلف أنحاء جسمه، تفاوتت ما بين حروق من الدرجة الثالثة، وأخرى من الدرجة الثانية والأولى. وعلمت «أخبار اليوم» من مصدر قريب من الطاقم الطبي الذي يتابع حالة بائع الفراولة، أنه مكث بقسم الإنعاش إلى أن تجاوز مرحلة الخطر، وأبدت حالته الصحية نوعا من الاستقرار، حيث ينتظر الطبيب المعالج تجاوب جسد المريض مع التدخل الطبي، قبل أن يقرر في مسألة نقله إلى قسم الحروق المتخصص بمستشفى ابن رشد في الدارالبيضاء، لمعالجته من الحروق التي أصيب بها، وإخضاعه لعملية تشكيل الجلد بالأماكن المتضررة. من جهته، أمر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية في تازة، والذي تلقى شكاية من عائلة الشاب، بفتح تحقيق حول الحادث، بعد أن اتهمت العائلة قائدا بالملحقة الإدارية الثانية لوسط المدينة باستفزاز ابنها، وقلب عربته التي يبيع فيها «الفراولة»، وإذلاله وإهانته حتى وصل إلى درجة اليأس، ولجوئه إلى إحراق نفسه، بحسب ما ورد في شكاية العائلة. وقال عبد الرحيم خرباش، شقيق بائع «الفراولة» سعيد خرباش، الذي أحرق نفسه، في اتصال هاتفي أجرته معه «أخبار اليوم»، إن شقيقه، البالغ من العمر 25 سنة، سبق له أن تعرض لاستفزاز من قبل القائد، نهاية دجنبر 2015، حيث صادر سلعته من الخضر، التي، يبيعها على متن عربة متحركة، مما احتج عليه الشاب ليعتقل ويدان بشهرين حبسا نافذا بتهمة إهانة موظف، عند خروجه من السجن بداية مارس الماضي، يضيف شقيق البائع الجائل، عاد إلى نشاطه وبيع «الفراولة» وفواكه أخرى، ليفاجأ، مساء أول أمس الجمعة، باستهدافه من قبل القائد نفسه، والذي قام بقلب العربة بما فيها قبل مصادرتها. وكشف شقيق بائع «الفراولة» أن شقيقه توجه عقب مصادرة سلعته إلى المحكمة الابتدائية، والتقى هناك بمسؤولين قضائيين أخبرهم بالواقعة، وسرد لهم ما تعرض له في السابق على يد القائد، والذي تسبب له في شهرين من الحبس، حيث طلب منهم إنصافه، وأخبرهم بأنه يشعر ب «الحكرة» قبل أن يغادر المحكمة ويتوجه إلى ساحة «المارشي سونطرال» ويضرم النار في جسده. وذكر شهود عيان عاينوا واقعة إضرام بائع الفراولة للنار في جسده، أنه توجه عقب اشتعال النار في جسده نحو معتصم أساتذة الغد ببهو مقر الاتحاد المغربي للشغل القريب من مكان الحادث، وهو ما تسبب في حالة من الفوضى والفزع بالمعتصم، نتج عنه حالات إغماء في صفوف الأستاذات، فيما هب زملاؤهن الذكور إلى تبليل الأغطية التي كانت بحوزتهم بالمعتصم بالماء ووضعها على جسم الشاب، مما مكنهم من إخماد النيران. رد السلطات المحلية على الحادث، تضمنه تقريرها، الذي وجهته إلى السلطات القضائية فيتازة، بحسب ما كشفت عنه مصادر «أخبار اليوم»، والذي أوضحت فيه أن القائد المتهم باستفزاز بائع الفراولة، كان برفقة عناصر القوات المساعدة في حملة قادتها السلطات المحلية ضد الباعة المتجولين في زنقة فاس وسط مدينة تازة، حيث طالبوا من كل الباعة إخلاء المكان، وهو ما رفضه الشاب، مما تطلب تدخلا من القائد لإرغامه على الامتثال لقرار الإخلاء، فرد الشاب بإحراق نفسه، وإثارة مشاعر المارة، والأساتذة المعتصمين، مما أدى بحسب تقرير السلطات المحلية، إلى احتجاجات قادها مجهولون تضامنا مع الشاب، نتج عنها تكسير لزجاج الباب الخلفي لسيارة القائد بالملحقة الإدارية الثانية.