أثناء تقديمه للميزانية الفرعية لسنة 2014، لم يخف الوزير المنتدب في الدفاع، عبد اللطيف لوديي، تحذير الجيش لمؤسسات عمومية حيوية، مثل الوزارات ومؤسسات النقل الجوي والبحري، وكذا مؤسسات مثل المكتب الوطني للكهرباء، والأبناك وغيرها، من القرصنة . كل المؤسسات العمومية والخاصة في الدولة باتت تستخدم الشبكة العنكبوتية في إطار تحديث أنظمتها، لكن ذلك يحمل مخاطر أمنية خطيرة، لأن تلك الشبكة تعتبر أداة مثالية للتجسس الإلكتروني وسرقة المعطيات والمعلومات، والأخطر من ذلك ضرب الأنظمة الإلكترونية والإطاحة بها، الأمر الذي يمكن أن يتسبب في تدمير مؤسسة قائمة الذات والتلاعب بها، ولنتصور أن تلك المؤسسة هي المكتب الوطني للمطارات أو المكتب الوطني للكهرباء. لتقريب الصورة، استطاع قراصنة أنترنيت الوصول إلى مؤسسة الكهرباء في نيويورك سنة 2008، فتلاعبوا بها وقضت المدينة ليلتها كلها تحت جنح الظلام. أما في 2010، فقد توصل عسكريو الأنترنيت إلى وضع برامج إلكترونية ضارة (Stuxnet)، منتشرة بشكل عام، مثل مهاجمة برنامج «هادم الاستحكامات الرقمية الحصينة» للبرنامج النووي الإيراني. لقد باتت دول مثل أمريكا وإسرائيل والصين وروسيا وإيران تتوفر على جيش إلكتروني، يخوض يوميا حربا إلكترونية تدور رحاها على الشبكة العنكبوتية. ويعي المغرب بدوره الأبعاد الخطيرة لهذه الحرب، ولهذا انشأ مؤخراً المديرية العامة لأمن المعلومات بوزارة الدفاع الوطني، التي تتكفل بوضع برامج حماية، وتراقب وتتصدى للهجمات الإلكترونية على المغرب ومؤسساته الحيوية. محمد تمارت، مستشار في الأمن المعلوماتي، كشف أن المغرب قبل سنوات أنشأ فريقا لمواجهة طوارئ الحاسوب MA-CERT لحماية أنظمته المعلوماتية على ثلاث جبهات: الحكومة والإدارة والقطاع العام، والهدف هو مراقبة محاولات القرصنة والتصدي لها. تمارت اعتبر أن المغرب سيواجه بدوره حربا معلوماتية تتطلب منه الإعداد لمواجهتها بجيش إلكتروني متكامل. (إسماعيل. م)، باحث مختص في أمن المعلومات، رفض الكشف عن اسمه، قال ل«أخبار اليوم» إن غالبية مؤسسات وإدارات الدولة لا تتوفر على برامج لحماية مواقعها من الاختراق الإلكتروني. أما المؤسسات التي تتوفر على برامج للحماية مثل الأبناك المغربية -يؤكد المصدر- فإنها تتوجه نحو شركات أجنبية في الخارج، ولا تتعامل مع المغاربة، ما يجعل معطياتها في النهاية بيد الأجانب الذين يمكنهم توظيفها في أشياء أخرى. خطورة الاختراق الإلكتروني على استقرار المؤسسات وديمومة أداء خدمتها بدون انقطاع لا تتصور، يقول المختص الذي رفض ذكر اسمه، والذي أوضح قائلا: «لنتصور أن اختراق نظام معلومات المكتب الوطني للكهرباء يمكن أن يؤدي إلى وقف تزويد المواطنين بالكهرباء، وبالتالي العيش في الظلام». وفي سنة 2008، استطاع طلبة اختراق النظام المعلوماتي لكلية معينة بإحدى الجامعات المغربية المهمة، حيث وصلوا إلى قاعدة نقط الامتحانات قبل أن يُعلن عنها. أما إذا تم اختراق النظام المعلوماتي للبورصة، مثلا، فيمكن مراقبة صعود وهبوط الأسهم بسهولة والتصرف بناء على ذلك إما بالشراء أو البيع.