أفاد تقرير لمؤسسة "ووتر إيد" الدولية غير ذات الربحية، الذي نشر تحت عنوان "وضعية المياه في العالم عام 2016″ أن نحو 650 مليون نسمة من أفقر سكان العالم يفتقرون للمياه الصالحة للاستهلاك، بالإضافة إلى أنهم يضطرون في بعض الأحيان إلى إنفاق أكثر من نصف رواتبهم من أجل الوصول إلى المياه. هذا النقص في الوصول إلى المياه الصالحة للشرب هو من أكثر الاهتمامات الصحية في العالم صعوبة وذلك نظرا لأن للمياه تأثيراً كبيراً على طرق العيش في جميع أنحاء العالم. ويعد عدم القدرة على الوصول إلى المرافق الصحية المناسبة والمياه الصالحة للشرب ثاني أكبر سبب من أسباب وفاة الأطفال التي تأتي بعد مرض الالتهاب الرئوي، حيث يموت سنويا حوالي 315 ألف طفل بسبب المياه غير الآمن استهلاكها.. وقالت منظمة الصحة العالمية إن الشخص الواحد يحتاج على أقل تقدير إلى 50 لترا من المياه النظيفة يوميا بحيث تشمل جميع الاستخدامات التي تتضمن الشرب والغسيل والنظافة، فيما المعدل الأمثل هو أكثر من ضعف الرقم المذكور، ومع ذلك تكافح المناطق ذات الدخل المنخفض حول العالم من أجل الحصول ولو على أدنى المتطلبات الأساسية من المياه. وأشار التقرير إلى أن عددا كبيرا من سكان العالم لا يستطيع الوصول إلى مياه الشرب الصالحة جراء عدم قدرتهم على دفع مبالغ مرتفعة مقابل الحصول على الإمدادات المائية. وتوصي منظمة الصحة العالمية بأنه ينبغي أن لا يكلف الحصول على 50 لترا من المياه النظيفة يوميا أكثر من 3% من دخل الأسرة. وذكرت منظمة "ووتر إيد" أن دولة بابوا غينياالجديدة التي تضم أعلى نسبة من المواطنين الذين لا يحصلون على مياه شرب آمنة بنسبة 60%، تصل مبالغ الحصول على 50 لترا من المياه النظيفة فيها إلى 2.61 دولار أي بنسبة 45% من تكاليف المعيشة اليومية لأصحاب الأجور المنخفضة في المنطقة. أما في المملكة المتحدة فيمكن للسكان الحصول على المياه النظيفة بمبلغ 0.10 دولار أي بحوالي 0.1% من الراتب اليومي للعمال ذوي الأجور المنخفضة. وتزيد درجات الحرارة المرتفعة في الدول النامية المرتبطة بالتغيرات المناخية من تفاقم مشكلة المياه النظيفة التي هي حق من حقوق الإنسان.